الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب.. يسألونك عن الوطنية ؟ قل هى عطاء وصبر ومسئولية وتنشئة سوية..!
الجارديان المصريةيحتار الكثير فى تفسير الشعور بالوطنية..ولكننى أستطيع تفسيرها فى النقاط التالية :-
أولا :- معنى الوطنية :-
الوطنية هى شعور داخلي بالولاء والإنتماء إلى مكان أو إنسان أو عرقية ، يدفع الشخص لقبول التضحية والفداء بلا مقابل ودون إنتظار العطاء
وهى شعور غير مرتبط بالكلمات بقدر إرتباطه بالأفعال التى تتضمن العطاء والفداء ، ولكن قد تعمل الكلمات على إيقاظه من الثبات بفعل العوامل الخارجية ، ودائما ما تستحضر الوطنية فى المواقف الأبية التى تحمل تهديدا مباشرا بفعل العوامل الخارجية .
ثانياً :- عناصر الوطنية :-
١- التمسك بالهوية :-
- بأن يدرك الإنسان محيطه الوطني .
- بداية من معرفة من هو ؟
- وإلى أى دولة ينتمى ؟
- تاريخها وحدودها وأعدائها
٢- التنشئة السوية :-
القائمة على المبادئ التالية :
- أن التضحية والعطاء هى أسمى معاني المسئولية
- وأن المسئولية ليست عبئا ثقيلا بل هي معنى من معاني قوة الشخصية .
- وأن المناصب والمهمات ليست للتشريف بل هي تكليف .
- وأن ما لم تحصل عليه لم يكن من أجلك أصلا .
٣- إدراك معنى الحياة:-
وذلك بأن يدرك الإنسان الأتى :
- أن الحياة رحلة قصيرة عليه أن يغتنمها .
- وأن لكل إنسان رسالة فى ولم يخلقنا الله عبثاً
- وأن يدرك بأن كل إنسان ميسر لما خلق له فلا يحزن أو يجذع .
- وأن الحياة إختيار والقوى من يستطيع أن يتخذ القرار إما خائنا أو وطنياً .
- وأن الحياة ليست سهلة وأن المعاناة هى رحم الوطنية .
-وعندما تتحقق تلك العناصر نستطيع أن نقول إن هذا الشخص وطنياً .
ثالثاً :- حالات القصور الوطني :-
وتسمى حالات الخلل الوطني ، وهى تحدث نتيجة فقدان الشخص لعنصر من عناصر الوطنية :-
١- إما لفقدانه الهوية بكونه غير مدرك لأهمية الوطن .
٢- وإما لخلل فى الشخصية نتيجة عدم وجود تنشئة سوية التى أوصلته لمرحلة الأطماع الشخصية .
٣- وإما لفقدانه معنى حياته فيسير بلا هدى فيحزن ويجذع وبعد ذلك يريد أن ينتقم من الوطن..قائلاً ماذا أعطانى هذا الوطن ؟
رابعاً :- الوطنية المزيفة :-
وهى نوع من أنواع القصور الوطني ولكن الإختلاف الوحيد هو أن صاحب هذه الشخصية ليس لديه خلل في الهوية أو أنه لا يدرك معنى حياته أو أن تنشئته ليست سوية ، ولكن كل ما فى الأمر أن بعض تلك الشخصيات تميل إلى حب الظهور فقد تنفق كل ما لديها فى سبيل أن يقول الناس أنها شخصية وطنية ، والبعض الآخر يشعر بالدونية ، وكلاهما ترتبط بالشخصيات النرجسية والشخصيات السيكوباتية .
-فى النهاية :-
إن للإعلام والفن والثقافة الأيد القوية فى دعم وتنمية الشخصية الوطنية ، ولكن لكى يحدث ذلك علينا أن نسد الفجوة الكبيرة بين المواطنين وبين الصحافة والفن والإعلام ، وألا تكون علاقة المواطنين مع تلك الوسائل الثقافية كتلك العلاقة بين (الجد والأحفاد) لا هو سامعهم وهم بيسمعوا الكلام .