محمد الشافعى يكتب: أطماع ” إسرائيل وإيران وتركيا ” في الشرق الأوسط
الجارديان المصريةتعد منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر المناطق تعقيدًا في العالم من حيث التفاعلات السياسية والجيوسياسية، وتلعب إسرائيل وإيران وتركيا أدوارا محورية في تشكيل معالم هذه المنطقة، لكل منها طموحاتها وأطماعها التي تتداخل أحيانا وتتناقض في أحيان أخرى
ومنذ ما يسمى بأحداث الربيع العربى والفوضى الخلاقة التى ابتدعتها وخططت لها مستشارة الأمن القومى الأمريكى قبل 2011 "كونداليزا رايس" ، وما تبع ذلك من أحداث كان لها تأثير كبير على منطقة الشرق الأوسط ، حيث ظهرت أطماع الدول الثلاث الذين ظهرت وظيفتهم الحقيقة وهى ( الحرب بالوكالة ) لأمريكا وأوروبا الذين دان لهم استعمارهم القديم للمنطقة ولإعادة التقسيم مرة أخرى بعد مرور 100 سنة على التقسيم الأول الذى حدث فى 1916 وكان مخططهم الجديد أن يتم التقسيم فى نهايات ولاية أوباما الرئيس الأمريكى وقت ذاك ، وبالرغم من فشلهم فى تحقيق مخططهم إلا أنهم لم يتوقفوا أو يستكينوا ولكن بدأوا فى اعمال المخطط البديل وبعد 14 عام رجعت الأطماع وأخذت منحنى آخر ، ونسرد فى التالى أطماع الثلاثى " ايران –اسرائيل – تركيا " فى دول الشرق الأوسط .
أما أطماع اسرائيل
إسرائيل تمتلك أطماعًا استراتيجية وأيديولوجية في المنطقة. منذ نشأتها، فهى تسعى إلى تأمين حدودها وضمان بقائها في منطقة تُعاديها بعض الدول العربية والإسلامية. هدفها الأساسي يتمثل في الحفاظ على الأمن الوطني والإقليمي، وهو ما دفعها إلى خوض العديد من الحروب مع جيرانها، مثل حروب 1948، 1956، 1967 و 1973 وحروبها فى الداخل الفلسطينى والسورى واللبنانى
على المستوى الجيوسياسي، تسعى إسرائيل إلى تعزيز هيمنتها العسكرية والاقتصادية في الشرق الأوسط، من خلال تحسين علاقاتها مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة ، التي تعتبر حليفًا رئيسيًا لإسرائيل، ودول أوروبا وبخاصة بريطانيا صاحبة " وعد بلفور " كما أن تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية في السنوات الأخيرة، مثل الإمارات والبحرين، ضمن إطار "اتفاقات أبراهام"، يُظهر أن إسرائيل تسعى إلى تشكيل تحالفات استراتيجية جديدة للتصدي لأي تهديدات أمنية ، أما ما تفعله منذ عام 2023 فى غزة والجنوب اللبنانى والجولات السورى هو تطور جديد للتوسع بالبطش فى ظل تكتم دولى رسمى .
إسرائيل أيضًا تسعى للسيطرة على مناطق ذات أهمية استراتيجية مثل القدس والضفة الغربية، وهي مناطق تشهد نزاعا طويل الأمد مع الفلسطينيين. هذا النزاع يُعد جزءا أساسيا من الأطماع الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
أما إيران وأطماعها
إيران هي قوة إقليمية تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال التوسع العسكري والسياسي، بالإضافة إلى نشر أيديولوجيتها الشيعية. تركز إيران على بناء هلال شيعي يمتد من إيران عبر العراق وسوريا وصولًا إلى لبنان، وهذا يضمن لها سيطرة على ممرات استراتيجية ويساعد في تحجيم النفوذ السني السعودي والتركي.
إيران تسعى إلى إبراز نفسها كزعيم للعالم الإسلامي الشيعي، وهي في هذا السياق تدعم جماعات مثل "حزب الله" في لبنان، و"الحوثيين" في اليمن، و"الميليشيات الشيعية" في العراق وسوريا. كما أن طموحات إيران النووية تشكل جزءا من صراعها مع القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، التي تسعى إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي.
تسعى إيران أيضا إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادي من خلال تقليل اعتمادها على صادرات النفط، وزيادة نفوذها في أسواق الطاقة العالمية، وهو ما يضاعف من تعقيد التوازنات الإقليمية.
واتفاقها مع أمريكا ودول أوروبا على إعمال برنامجها النووى أعطاها الضوء الأخضر والجرأة علىتهديدها لدول المنطقة ، ولا يجرنا ماهو ظاهر فى العلن من صراع وعداء بينها وبين اسرائيل ولكن فى الغرف المغلقة هو اتفاق سرى بينهما بموافقة أمريكا وأوروبا حتى ذراعهم فى اليمن
" الحوثيين " هو ضمن المخطط الكبير على الشرق الأوسط .
أما تركيا وأطماعها
فهى تسعى إلى استعادة دورها القيادي في المنطقة كدولة محورية، بعد فترة من التراجع النسبي في السياسة الخارجية التركية لاستعادة حلم الدولة العثمانية .
تركيا، التي هي عضو في حلف الناتو، تسعى إلى تعزيز مكانتها كقوة إقليمية قادرة على التأثير في سياسات الشرق الأوسط.
تركيا ترى في نفسها الحامية للسنة والإسلام المعتدل، وتدعم العديد من الجماعات المعارضة للنظام السوري الذى رحل بتوافق دولى متفق عليه ، كما تسعى إلى التأثير في النزاعات المختلفة في ليبيا وأذربيجان. علاوة على ذلك، تهتم تركيا بالتحكم في ممرات الطاقة، مثل مضيق البوسفور، وتوسيع نفوذها في البحر الأبيض المتوسط من خلال الاتفاقات مع حكومة الوفاق الليبية ، واليونان وقبرص واسرائيل للاستفادة من حقول الغاز .
من الناحية الاقتصادية، تسعى تركيا إلى تحقيق نمو مستدام من خلال زيادة استثماراتها في الدول المجاورة وتعزيز قدراتها العسكرية التي تعتبرها ضرورية لضمان أمنها القومي. ومع ذلك، فإن أطماع تركيا قد تتسبب في توترات مع دول أخرى ، نظرًا للصراعات على الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط.
التحديات والأطماع بين هذه القوى
في ظل هذه الأطماع المتنوعة، يواجه الشرق الأوسط تحديات كبيرة ، تركيا وإيران قد تتعاونان أحيانا في بعض القضايا، مثل النزاع السوري، لكن هناك أيضًا تباينات كبيرة في مصالحهما، خاصة فيما يتعلق بالوجود الإيراني في سوريا.
التنافس بين هذه القوى يخلق حالة من عدم الاستقرار، حيث تسعى كل دولة إلى تعزيز قوتها ونفوذها على حساب الآخرين، وهو ما يؤدي إلى صراعات مستمرة وتأثيرات كبيرة على الأمن الإقليمي والعالمي.
في الختام، إن دور إسرائيل وإيران وتركيا في الشرق الأوسط هو نتاج مزيج من الطموحات الجيوسياسية والإيديولوجية. كل من هذه الدول تسعى إلى تحقيق أهدافها عبر وسائل مختلفة، سواء كان ذلك من خلال القوة العسكرية، التحالفات الاستراتيجية، أو تأثيرها الثقافي والديني. الصراع المستمر في المنطقة يجعل من الشرق الأوسط مسرحًا لتنافس معقد بين هذه القوى الكبرى، ما يضيف تحديات جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة.
** فهل ستنتبه الأمة العربية أو دول الشرق الأوسط لسيناريوها أمريكا وأوروبا ووكلائهم بالمنطقة
( ايران واسرائيل وتركيا ) وتعمل لمصالحها ومصالح شعوبها **