السبت 4 يناير 2025 08:34 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودى يكتب: نتنياهو... فرعون هذا الزمان وتحدّيه للخالق العظيم

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

في كل عصر يظهر طاغية يتجبر في الأرض، يسفك الدماء ويمارس أبشع صور الظلم، متوهمًا أن قوته المادية تحميه من عدالة السماء. وفي عصرنا الحالي، يقف بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، كأحد أسوأ الطغاة وأكثرهم إجرامًا. إنه ليس مجرد زعيم سياسي أو قائد عسكري، بل هو نموذج صارخ للطغيان والوحشية، جسّد في أفعاله أبشع صور الاستبداد والتحدي للخالق العظيم.

سياسة التحدي والتجبر

منذ أن تولى نتنياهو السلطة، وهو يمارس سياسة الأرض المحروقة، لا يفرق بين طفل أو شيخ، بين امرأة أو رجل، الكل عنده سواء في ميزان الموت. إنه يتحدى أوامر الله التي حرّمت قتل النفس البريئة، ويتجاهل آيات القرآن الكريم التي تقول: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا"، ومع ذلك يستمر في جرائمه دون توقف.

إن نتنياهو لا يرى في الأطفال سوى أهداف عسكرية، وفي النساء سوى عقبات يجب إزاحتها، وفي البيوت الآمنة سوى حجارة يجب أن تُسوى بالأرض. هذا الطاغية لا يعبأ بالقوانين الدولية، ولا يهتم بحقوق الإنسان، بل يصر على ترسيخ مفهوم "القوة الغاشمة" كوسيلة للبقاء.

جرائم بلا حدود

إذا تأملنا جرائم نتنياهو، سنجد أن يديه ملطختان بدماء آلاف الأبرياء. قصف بيوت المدنيين، استهدف المدارس والمستشفيات، حاصر المدن حتى جاع أطفالها ومات مرضاها، ولم يكتفِ بذلك، بل تلاعب بالرأي العام العالمي عبر آلة إعلامية ضخمة تموّلها حكومته لتزييف الحقائق وتشويه الضحايا وتحويلهم إلى جناة.

كل قذيفة سقطت على غزة، وكل رصاصة اخترقت جسد طفل فلسطيني، تحمل بصمة نتنياهو. كل شهيد يُرفع إلى السماء، وكل أمٍ تودّع طفلها تحت الركام، هي شهادة حيّة على إجرام هذا الطاغية الذي تجاوز حتى أسوأ ما فعله طغاة التاريخ.

الدعم الدولي وصمت المجتمع الدولي

من المُحزن أن جرائم نتنياهو تحظى بغطاء دولي، ودعم سياسي واقتصادي غير محدود. تُرسل له الدول الكبرى الأسلحة المتطورة، وتُمنح له المليارات ليواصل بها إجرامه. كما أن المنظمات الدولية تقف عاجزة أمام هذا الطاغية، رغم كل التقارير التي توثق جرائمه المستمرة بحق المدنيين.

لكن ما يغفل عنه نتنياهو هو أن دعم القوى العظمى لن يستمر للأبد، وأن الشعوب الحرة ما زالت ترى الحقيقة، وأن صرخات الضحايا ستبقى تتردد حتى بعد رحيله.

نتنياهو بين وهم القوة وحقيقة النهاية

مثل كل طغاة التاريخ، يعتقد نتنياهو أن قوته ستحميه، وأن طائراته ودباباته ستمنع عنه يد العدالة الإلهية. ولكنه ينسى أن كل طاغية قبله سقط، وأن العاقبة دائمًا تكون للمظلومين، حتى وإن تأخر الوقت.

فرعون الأول غرق في البحر بعد أن طغى وتجبر، وهتلر انتهى وحيدًا في قبو مظلم، والقذافي دُفن في صحراء موحشة. هكذا هم الطغاة، نهايتهم دائمًا عبرة، وسقوطهم مدوٍ.

العدالة الإلهية قادمة لا محالة

قد يظن نتنياهو أن مشاريعه الاستيطانية وجدرانه العازلة ستحميه، وأن دعوات الأمهات الثكالى وصيحات الأطفال تحت الأنقاض لن تصل إلى السماء، لكنه واهم. فإن الله يُمهل ولا يُهمل، والعدالة الإلهية ستطاله مهما هرب أو اختبأ.

إن كل شهيد يرتقي إلى السماء، وكل طفل يموت جائعًا بسبب حصار ظالم، وكل دمعة أم، هي شاهد على الظلم الذي يمارسه نتنياهو.

النهاية الحتمية

التاريخ لا ينسى، والضمير الإنساني لا يموت، والعاقبة للمظلومين. قد يواصل نتنياهو جرائمه لبعض الوقت، لكنه حتمًا سيواجه النهاية التي واجهها كل طاغية قبله.

إنه فرعون هذا الزمان، وسيلقى نفس المصير، وستُسجّل جرائمه في صفحات التاريخ كأبشع ما ارتكبه إنسان بحق أخيه الإنسان. وسيقف يومًا أمام الخالق العظيم، ليس معه طائرات ولا دبابات، بل سيقف مجردًا من كل شيء، وسيُسأل عن كل روح أُزهقت، وكل دمعة سقطت، وكل بيت هُدم.

وعندها، لن تنفعه تحالفاته، ولن تُجديه قوته، لأن العدالة الإلهية لا تقبل الوساطات، ولا تُجامل الطغاة.