دكتور رضا محمد طه يكتب : الكحول وخطر الإصابة بسرطانات الثدي والقولون والفم

تناولت اليوم بعض الفضائيات العالمية في نشرات الأخبار وبرامجها مثل سي إن إن CNN و بي بي سي BBC ما أقرته منظمات الصحة والمختصة بقرار تكليف الشركات المنتجة للكحول أن تضع تحذير من تناول الكحول بنفس الطريقة التي يفعلها شركات إنتاج السجائر وذلك لما يكتشفه الباحثون من مخاطر صحية واجتماعية تترتب على شرب الكحول.
وكانت العديد من الأبحاث المنشورة في مجلات مرموقة قد أشارت إلى المخاطر الصحية المترتبة على تناول الكحول ، على سبيل المثال في دراسة نشرت في مجلة Cancer Epidemiology & Prevention التابعة للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان قد أشارت إلى أن النساء الامريكيات من اصل افريقي يزيد لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي مثل النساء البيض اللاتي حتي إذا تتاولن الكحول بكميات قليلة مقارنة بالنساء البيض.

دراسة أخرى نشرت في مجلة نيتشر أظهرت أن تناول الكحول يسبب تلف في الحمض النووي DNA مما يزيد من حالات السرطان ، حيث أنه عند تناول الكحول ينتج عن ذلك مادة كيميائية ضارة وهي الاسيتالدهيد والذي يتسبب في كسر وتلف الحمض النووي داخل الخلايا الجذعية في الدم مما يؤدي إلى خلل في الكروموسومات وتغيير في التسلسل الحينومي بشكل دائم داخل هذه الخلايا ويترتب على ذلك زيادة خطر الإصابة بسبعة انواع من السرطان بما في ذلك الأنواع الشائعة مثل سرطان الثدي والأمعاء ، وهذا ما يفسر مساهمة الكحول في أكثر من 12 ألف حالة سرطان في المملكة المتحدة كل عام.

وفي دراسة أخرى أجرتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية ونشرت في مجلة لانسيت لعلم الأورام أشارت إلى أن 4 حالات سرطان ثدي جديدة وواحد من كل 5 حالات سرطان القولون في كندا تعود إلى شرب الكحول ، وتوصلت الدراسة إلي وجود ارتباط بين شرب الكحول وارتفاع خطر الإصابة بعدة أشكال من السرطان بما في ذلك سرطان الثدي والقولون والفم ، اضافة لما يتسبب فيه الكحول من عواقب طويلة الأمد مثل تلف الكبد واضطراب تعاطي المخدرات واختلال تنظيم الهرمونات الجنسية وهو سبب سرطان الثدي.

أشارت بعض آيات القرآن الكريم إلي الأضرار الناجمة عن شرب الخمر ووجوب اجتنابه لأنه رجس من عمل الشيطان ، ويقول تعالي في سورة البقرة "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس، واثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون " صدق الله العظيم.