حسين السمنودى يكتب : وعي الشعب المصري.. الجندي الأول في الدفاع عن الكرامة والأرض
الجارديان المصريةعلى مر التاريخ، ظل الشعب المصري في مقدمة الصفوف للدفاع عن أرضه وكرامته. عبر العصور المختلفة، كان وعي المصريين سدًا منيعًا أمام الأطماع الخارجية، التي لم تتوقف يومًا عن السعي للنيل من مصر، سواء بسبب موقعها الجغرافي المتميز أو بسبب ثرواتها التي تجعلها في مصاف الدول المؤثرة عالميًا.
منذ فجر التاريخ، حاول الطامعون السيطرة على مصر، بدءًا من الغزوات القديمة وصولاً إلى الاستعمار الحديث، لكن المصريين تصدوا لكل تلك المحاولات بوحدة صف وإيمان عميق بأن الوطن يستحق التضحيات. هذا التاريخ الطويل من النضال صنع وعيًا جمعيًا لدى الشعب المصري، جعله مدركًا للمخاطر التي تُحاك ضده في الخفاء والعلن.
في العصر الحديث، تزايدت تلك المؤامرات، وأصبحت أكثر تعقيدًا وخطورة. فمع ظهور أدوات جديدة مثل حروب الجيل الرابع والخامس، التي تعتمد على نشر الشائعات وزرع الفتن بين أبناء الوطن، كان الهدف دائمًا هو زعزعة استقرار مصر وإضعافها من الداخل. لكن وعي الشعب المصري وقف سدًا منيعًا أمام تلك المخططات. المصريون باتوا يعرفون أن الهدف ليس فقط إسقاط الدولة، بل النيل من سيادتها وتقويض دورها الريادي في المنطقة.
من بين أبرز الأطراف التي لم تتوقف يومًا عن استهداف مصر، الكيان الصهيوني، الذي يعتبرها حجر العثرة الأكبر أمام تحقيق مشروعه التوسعي في المنطقة. منذ احتلال فلسطين، كانت أعين الصهاينة على مصر، ليس فقط لأنها دولة عربية قوية، بل لأنها المفتاح الأساسي للسيطرة على المنطقة بأكملها. إدراك مصر لخطورة هذا الكيان منذ نشأته جعلها في حالة صراع دائم معه، بدءًا من الحروب التي خاضتها للدفاع عن الأرض العربية، وصولاً إلى الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ورفضها للتوسع الإسرائيلي في المنطقة.
أطماع الصهاينة في مصر ليست خافية على أحد. تاريخيًا، حاولوا استغلال كل فرصة للنيل من أمنها واستقرارها. من التورط في دعم الجماعات الإرهابية التي استهدفت مصر في سيناء، إلى التآمر لخلق أزمات داخلية تضعف الدولة. يدرك الصهاينة جيدًا أن استقرار مصر يعني فشل مخططاتهم، ولهذا فإنهم يعملون ليل نهار على تقويض هذا الاستقرار.
المخططات الصهيونية لا تقف عند حدود مصر، بل تمتد لتشمل السيطرة على الموارد الطبيعية في المنطقة. النيل، شريان الحياة للمصريين، ليس بمنأى عن هذه الأطماع. دعم إسرائيل لبعض الأطراف في ملف سد النهضة هو مثال حي على ذلك. الهدف واضح: الضغط على مصر اقتصاديًا وسياسيًا، وإضعافها في مواجهة التحديات الإقليمية.
لكن الشعب المصري كان دائمًا على قدر المسؤولية. هذا الشعب الذي واجه التحديات عبر التاريخ أثبت أنه يعي جيدًا طبيعة الصراع وأبعاده. التلاحم بين المصريين وقيادتهم السياسية جعل من مصر نموذجًا للدولة القادرة على الصمود في وجه المؤامرات. المصريون يدركون أن أمن وطنهم ليس مسؤولية الحكومة فقط، بل مسؤولية جماعية يتقاسمها كل مواطن.
إن الشعب المصري، الذي قدم الملايين من الشهداء على مر العصور، لن يسمح لأحد بالنيل من كرامته أو العبث بسيادته. وعيه الوطني وثقافته المتجذرة في حب الأرض والدفاع عنها هما السلاح الأقوى في مواجهة كل المؤامرات. مهما تعددت الأطماع، ومهما كانت الأدوات المستخدمة، يبقى المصريون صفًا واحدًا، لا يتراجعون أمام التحديات، بل يواجهونها بإيمان وإصرار.
مصر ليست مجرد دولة، بل هي تاريخ عريق وشعب يملك إرادة فولاذية. لن تسقط مهما تآمر عليها المتآمرون. وعي الشعب المصري هو خط الدفاع الأول، وإرادته هي الحصن المنيع. لكل من يحاول المساس بهذا الوطن، رسالة واضحة: "مصر أقوى من كل المؤامرات، وشعبها سيظل دائمًا الجندي الأول في الدفاع عن أرضه وكرامته."