الثلاثاء 7 يناير 2025 04:32 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : الاكتئاب الموسمي (فهمه، أسبابه)

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

الاكتئاب الموسمي هو اضطراب نفسي يصيب بعض الأشخاص مع تغير الفصول، وخاصة في فصلي الخريف والشتاء ، يتميز هذا النوع من الاكتئاب بشعور مستمر بالحزن والكسل، بالإضافة إلى فقدان الطاقة والاهتمام بالأنشطة اليومية ، يعود سبب هذا الاضطراب إلى قلة التعرض لأشعة الشمس، مما يؤثر على كيمياء الدماغ ويتسبب في انخفاض مستويات السيروتونين، الهرمون المسؤول عن تحسين المزاج ،للتكيف مع الاكتئاب الموسمي يمكن اللجوء إلى حلول مثل زيادة التعرض لضوء النهار، ممارسة الرياضة بانتظام، والالتزام بعادات صحية تساعد في رفع مستويات الطاقة وتحسين الحالة المزاجية ،
تتنوع أسباب الاكتئاب الموسمي بين التأثيرات البيولوجية المتعلقة بتغيرات الضوء الطبيعي وكيمياء الدماغ، ما يؤدي إلى اضطراب في مستويات هرموني السيروتونين والميلاتونين ،والتكيف مع هذه الحالة يتطلب استراتيجيات مثل التعرض لضوء النهار، ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي متوازن يساعد في تحسين المزاج والحد من الأعراض ،واهم الأعراض الشعور بالحزن أو العزلة، حتى في الأيام الجيدة ، تغيرات في النوم: قد يعاني البعض من الأرق، بينما يشعر الآخرون بالخمول والرغبة في النوم لفترات طويلة ،تغيرات في الوزن زيادة أو فقدان الوزن نتيجة لتغيرات الشهية ، صعوبة التركيز والشعور بالضبابية الذهنية وصعوبة اتخاذ القرارات ، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تُعتبر ممتعة للشخص من قبل ،التعب والإرهاق كالشعور بالتعب المستمر وعدم القدرة على القيام بالمهام اليومية ، أشهر تزداد فيها أعراض الاكتئاب الموسمي عادةً ما يبدأ الاكتئاب الموسمي في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء ويستمر حتى الربيع. أشهر نوفمبر، ديسمبر، يناير، وفبراير تعد الفترة الأكثر شيوعًا لظهور الأعراض بسبب قصر ساعات النهار وغياب أشعة الشمس الكافية ، ومع ذلك هناك حالات يظهر فيها الاكتئاب الموسمي في مارس وأبريل، قبل انتهاء فصل الشتاء، حيث يعاني البعض من التغير المفاجئ في الطقس والانتقال من الجو البارد إلى الربيع ، لا توجد أسباب محددة للاكتئاب الموسمي، لكن يُعتقد أن العوامل التالية تلعب دورًا مثل التغيرات في الضوء الطبيعي: انخفاض ساعات النهار خلال فصل الشتاء يؤدي إلى تقليل مستويات السيروتونين، وهو يؤثر على المزاج. التغيرات في الساعة البيولوجية: التغيرات الموسمية يمكن أن تؤثر على إيقاع الجسم الداخلي، مما يؤثر على النوم والمزاج. الوراثة: التاريخ العائلي للاكتئاب أو الاضطرابات النفسية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ، العوامل البيئية يمكن أن تؤثر على إمكانية الإصابة ، مثل العيش في مناطق ذات ضوء طبيعي محدود، طرق العلاج والوقاية من الاكتئاب الموسمي اهمها العلاج بالضوء حيث يُعتبر العلاج بالضوء أحد العلاجات الأكثر فعالية ، يتم استخدام مصابيح خاصة تحاكي ضوء الشمس الطبيعي، ويتم الجلوس أمامها لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة يوميًا ، هذا العلاج يساعد في تحسين المزاج وزيادة مستويات السيروتونين ، التعرض لأشعة الشمس والخروج في الهواء الطلق خلال ساعات النهار، حتى في الأيام الغائمة، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي ، المشي في الشمس لبضع دقائق يوميًا يساهم في تحسين الصحة النفسية، العلاج النفسي التحدث مع معالج نفسي يمكن أن يساعد في فهم المشاعر والتعامل معها بشكل أفضل. العلاج السلوكي المعرفي يُعتبر من أكثر أنواع العلاج النفسي فعالية في التعامل مع الاكتئاب الموسمي ، النشاط البدني كممارسة الرياضة بانتظام تحسن من مستويات الطاقة وتقلل من التوتر، يمكن للنشاط البدني حتى لو كان بسيطًا مثل المشي السريع، أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية. نظام غذائي صحي: تناول وجبات متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية يمكن أن يساهم في تحسين الصحة العامة والمزاج ، تجنب تناول الأطعمة الثقيلة والسكريات بكثرة، حيث يمكن أن تزيد من الشعور بالخمول ، تناول مكملات فيتامين د في حالة نقص التعرض لأشعة الشمس، يمكن للطبيب أن يوصي بمكملات فيتامين د لتعويض النقص الذي يؤثر على الصحة النفسية، تنظيم النوم والحرص على النوم لعدد ساعات كافية والحفاظ على نمط نوم منتظم يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض ، في النهاية الاكتئاب الموسمي هو حالة نفسية تتكرر لدى البعض مع تغير الفصول، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة خلال أشهر معينة من السنة ، خاصة في فصلي الخريف والشتاء، من خلال فهم أسبابه والتعرف على الأعراض، يمكن اتخاذ خطوات وقائية وعلاجية للتعامل معه بفعالية. إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب الموسمي، لا تتردد في طلب المساعدة من متخصص نفسي للحصول على العلاج المناسب والاستفادة من الطرق المتاحة للتخفيف من حدته.