حسين السمنودى يكتب : عظمة مصر.. تاريخ يُحكى ومستقبل يُبنى
الجارديان المصريةمصر ليست مجرد وطن يعيش فيه شعب، بل هي حكاية خالدة سطرتها صفحات التاريخ بحروف من نور، وسجلت فيها أعظم الإنجازات الإنسانية التي أبهرت العالم قديمًا وحديثًا. إنها مهد الحضارات وموطن الثقافات المتنوعة، وهي الأرض التي احتضنت الديانات السماوية وشهدت على ولادة الحضارة الإنسانية بكل تفاصيلها. مصر ليست فقط دولة ذات حدود جغرافية، بل هي كيان عظيم يفيض بمعاني القوة والصمود والإبداع.
عندما ننظر إلى الأهرامات الشامخة، نجد أمامنا دليلًا ماديًا على عبقرية الإنسان المصري القديم، الذي تحدى كل الصعاب ليبني معجزات تتحدى الزمن. معابد الكرنك والأقصر وأبو سمبل ليست مجرد حجارة متراصة، بل هي شواهد على عظمة شعب آمن بقدراته وصنع تاريخًا لم يندثر رغم مرور آلاف السنين. لم تكن مصر يومًا مجرد موقع جغرافي، بل كانت ولا تزال القلب النابض للعالم، الذي تتلاقى فيه الحضارات وتتفاعل الثقافات.
منذ فجر التاريخ، كانت مصر أول دولة مركزية في العالم، حكمها ملوك عظماء تركوا بصماتهم في كل زاوية من أرضها. عُرفت مصر بأنها منارة العلم والحكمة، حيث شهدت تأسيس أولى الجامعات والمدارس في تاريخ البشرية، وكانت قبلة العلماء والفلاسفة من شتى بقاع الأرض. مع قدوم الإسلام، زادت مصر إشعاعًا بحضارتها حين أصبح الأزهر الشريف منارة للعلم والإسلام الوسطي، ومركزًا لنشر التسامح والاعتدال في كل أرجاء العالم.
لم تكن رحلة مصر سهلة عبر التاريخ، فقد واجهت أزمات ومحن وتحديات عصيبة، لكنها ظلت صامدة كالنخيل في مواجهة العواصف. شعبها العظيم هو السر الحقيقي وراء بقائها قوية، فهو شعب يحمل جينات الصبر والكفاح، يعرف كيف يحوّل المحن إلى منح، وكيف يصنع من الأزمات انتصارات. لقد كان المصريون على مر العصور الدرع الواقي للوطن والحصن المنيع الذي تتحطم عليه كل المؤامرات والدسائس.
مصر ليست عظيمة بتاريخها فقط، بل بحاضرها ومستقبلها. اليوم نشهد في مصر نهضة تنموية شاملة في مختلف المجالات، من مشروعات البنية التحتية العملاقة إلى بناء مدن ذكية حديثة. تشهد البلاد طفرة كبيرة في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد، مع رؤية استراتيجية لبناء مستقبل مشرق يليق بتاريخ هذا الوطن العريق. مشروعات مثل العاصمة الإدارية الجديدة، وتطوير شبكة الطرق والكباري، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، ليست مجرد مشاريع تنموية، بل هي خطوات واثقة نحو مستقبل أفضل يضمن للأجيال القادمة حياة كريمة ومستقرة.
على الصعيد الإقليمي والدولي، تلعب مصر دورًا رياديًا ومحوريًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. فهي الدولة التي تقود دفة الحلول السلمية للصراعات والنزاعات، وتسعى دائمًا لتحقيق السلام العادل والدائم. كما تقف مصر دائمًا بجوار أشقائها العرب، مدافعة عن قضاياهم العادلة، دون تردد أو تراجع.
إن عظمة مصر ليست مجرد ماضٍ مجيد، بل هي حاضر نابض ومستقبل مشرق. إنها قصة وطن لا يعرف المستحيل، وشعب لا ينحني أمام الصعاب. مصر هي الحضارة والتاريخ، وهي الحاضر الطموح والمستقبل الواعد. ستظل مصر دائمًا موطن العزة والكرامة، وواحة للأمن والأمان، ومنارة للعلم والثقافة، وملجأ لكل من يبحث عن الاستقرار والسلام.
"تحيا مصر.. بتاريخها العريق، بحاضرها الطموح، وبشعبها العظيم الذي لا يعرف اليأس."