دكتور رضا محمد طه يكتب : تعزيز طول العمر بثلاثة طرق

ربما يأمل أغلبية الناس أن تتمكن من العيش حياة طويلة وتبقي بصحة جيدة قدر الإمكان لأطول فترة ممكنة ، ومن خلال دراسات أجريت مؤخرا تم تحديد بعض عوامل نمط الحياة المرتبطة بالعيش طويلاً بأكثر صحة، وكان أحد العوامل الأكثر أهمية هو النظام الغذائي وذلك من خلال تناول كميات قليلة من اللحوم الحمراء وتجنب الملح والاكثار من الأسماك والخضروات الداكنة والملونة والفواكه والالياف والحبوب الكاملة وزيت الزيتون والمكسرات، مع الحرص على ممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي تجنباً للوحدة والعزلة الاجتماعية التي تمثل خطراً على الوفاة المبكرة.

وقد ربطت العديد من الدراسات بين استهلاك اللحوم الحمراء وتطور العديد من الحالات المزمنة بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم وانواع اخرى من السرطان ومرض السكر من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف ، وأن استبدال اللحوم الحمراء مثل لحم البقر بالاسماك يمكن أن يمنع ما بين 500 ألف إلي 750 ألف حالة وفاة بحلول عام 2050، حيث تحتوي الأسماك مقارنة باللحوم الحمراء واللحوم الدهنية بما في ذلك لحم الخنزير على مستويات أقل من المنتجات النهائية المتقدمة الجليكوزيل الغذائي AGEs والتي ارتبطت بالاجهاد التأكسدي والالتهاب المزمن ، هذا وتشير الأدلة المنشورة في أغسطس 2024 بمجلة نيوترينتس Nutrients إلي أن الصيام المتقطع والنظام الغذائي المتوسطي والنظام الغذائي الكيتوني (الكيتو والذي يعتمد على التقليل من الكربوهيدرات مقابل المزيد من الدهون الصحية ) كلها فوائد لابطاء الشيخوخة.

وقد وجدت دراسة نشرت في نوفمبر الماضي بالمجلة البريطانية للطب الرياضي أنه إذا مشي الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً كل يوم بقدر ما يمشي أكثر أقرانهم نشاطاً بدنياً سوف يضيفون حوالي خمس سنوات إلي حياتهم حيث يعمل النشاط البدني على التقليل من خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية وتقليل خطر الوفاة المبكرة ، وكذلك تعمل على تحسين الحفاظ على كثافة العظام وتحسين القوة وتقليل الدهون في الجسم وتحسين صحة القلب وضغط الدم والأوعية الدموية وتحسين في المزاج والوظيفة الإدراكية وجميعها تؤدي إلى تعزيز طول العمر وابطاء الشيخوخة.

كما تمثل الحياة الإجتماعية النشطة مفتاح لطول العمر ، وهناك الكثير من الأدلة التي تربط الوحدة بارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة ، وقد نشرت دراسة في يوليو 2024 بمجلة كلينيكال ميديسين التابعة لمجلة The Lancet أوضحت أن كبار السن الذين يشعرون بالوحدة يواجهون خطرا متزايداً للإصابة بالسكتة الدماغية، في المقابل فإن مشاركة وجبات الطعام مع العائلة والذهاب في نزهة مع صديق وبذل جهد إضافي للبقاء على اتصال مع الأشخاص الذين نهتم بهم يمثل تغيير إيجابي يحتاجه الناس جميعاً وكذلك المشاركة والتضامن المجتمعي تساعد بشكل طبيعي في اختيارات حياة أكثر صحة.