السبت 11 يناير 2025 07:03 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د،محمد حسين الحبيب يكتب عن العرض السعودي ( ذاكرة صفراء )

د،محمد حسين الحبيب
د،محمد حسين الحبيب

تاليف عباس الحايك
اخراج حسن العلي
ضمن عروض مهرجان المسرح العربي في دورته ال١٥ عمان (مسقط)
رسام يعيش وسط عالم اغترابي منعزل صنعته عقدة الأبوة اولاً والحروب ثانية، فيتوهم الأشياء والزمان والمكان والعلاقات الماحوله لنكتشف لاحقا ان الشخصيات التي ظهرت وتعامل معها مثل ( عامل التنظيف والمرأة واباه ) هي شخصيات وهمية لاوجود لها في الواقع لكنها موجودة في مخيال الشخصية الرئيسية في العرض وهي الرسام الشاب.. فبالتالي يمكن ادراج هذا العرض ضمن عروض المونودراما بامتياز رغم تكونه من أربعة شخصيات، ذلك ان الشخصيات الثلاثة السالفة الذكر لم تكن وظيفتها إلا ابراز الشخصية البطلة بوصفها الركيزة المحورية لاحداث العرض وما يمر به هذا الفنان الشاب من ازمات نفسية وتحولات درامية موغلة في الالم مرة وفي السخرية مما حوله مرات كثيرة ، إذن كان دخول المؤلف مدخلا جديدا وذكيا لنصه المونودرامي بزعمنا على الصعيد الفكري للنص لا على الصعيد الشكلي التقليدي وفقا للفكرة الاغترابية التي تسيطر دائما على نص المونودراما وبطله.
اماً الاخراج فقد اكد لنا تطبيقيا المفهوم الراكز للاخراج الا وهو فن الضبط، فقد جاء العرض منضبطا في رؤيته البصرية والسمعية بمستوى عالي الأمر الذي ادى بالضرورة إلى ضبط ايقاع العرض برمته .
التمثيل كان المفاجأة الكبري لي ، فقد تصدى الممثلون الشباب لاداء شخصياتهم بتنافس مشروعي منضبط وخاصة الشاب الرسام بطل العرض ومعه الشاب الواعد شخصية عامل التنظيف- معذرة لا اعرف اسماؤهم - فلقد جاء اداؤهما بمستوى ابداعي عالي ومتقن وكشفا عن استرخاء وانغماس محترف في التعبير الحركي والصوتي والنفسي، وقدما متعة ادائية اسهمت كثيرا في هيمنة التلقي وتعزيز ايقاع العرض بتكامليته..
كما حققت التقنيات الضوئية والصوتية انضباطا محترفا ايضا في التحولات والانتقالات المشهدية التي اثرت الجانب البصري والسمعي بتلاقحهما مع سينوغرافيا العرض البسيطة شكلا والعميقة في مدلولاتها الباثة على طول زمن العرض .

274282aaceb2.jpg
648d50b4e3e2.jpg
d38c8301aebe.jpg