دكتور رضا محمد طه يكتب : هيبة الأب والمعلم.... أين ذهبت ?
الجارديان المصريةأثناء مروري بالقرب من مدرسة ثانوي للبنين ، لاحظت ما يدعو للأسي والحزن وفي نفس الوقت دق ناقوس الخطر وجوب التدخل من قبل المسؤولين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لتحسين وتقويم سلوكيات الأجيال، حيث وجدت مجموعة من الطلاب يدخنون السجائر قبل دخولهم لجان الامتحانات والتي يبدو انها قد بدأت، وسمعت من الخارج آخرين يتحدثون مع معلميهم خلال توزيع اوراق الامتحانات داخل اللجان بأسلوب البلطجية ومتعاطي المخدرات، هؤلاء غالباً لا تزيد أعمارهم عن 15 عاماً ، وينادون بعضم "يا سطي " ناهيك عن ما يتلفظون به من قبيح وفحش القول سواء كان علي سبيل الهزاز أو تبادل شتائم.
لا يقتصر سلوكيات هؤلاء الأبناء في تلك الأعمار علي الشارع فقط وانما يمتد كذلك داخل الاسرة بما يشي بغياب دور الأب التربوي حيث تجدهم الكثير منهم لا يضعون أي اعتبار لهيبة الأب فتجدهم يدخنون السجائر أمامه أو يتبجحون في وجهه أو حتي يتطاولون علي أمهاتهم أمام الأب دون رادع أو وازع من أخلاق أو دين ، أغلب الظن بسبب انشغال الأب بتوفير لقمة عيش لهم من ثم يغبب وقتاً طويلاً خارج المنزل أو تهاون من قبل بعض الآباء في احترام أنفسهم أمام أبنائهم منذ طفولتهم ناهيك عن التدليل والدلع الماسخ لهم، فضلا عما أحدثته السوشيال ميديا من تأثيرات سلبية على عقول وسلوكيات هؤلاء المراهقين.
أما عن فقدان هيبة المعلم فحدث ولا حرج والأسباب كثيرة، من بينها إن لم يكن أهمها هو عدم انتظام التلاميذ في الحضور وخاصة بالمدارس الحكومية، بما أضاع فرصة تعليمهم وتربيتهم من قبل معلميهم، وثانيا حاجة المعلمين للدروس الخصوصية لمساعدتهم على غلاء المعيشة، تلك الحاجة لدي المعلمين كان لها تغذية مرتدة إيجابية حيث كلما زادت الحاجة زاد معها تجاوز التلاميذ لمسافة الاحترام بينهم وبين المعلم وكذلك تماهي المعلم وتعايشه مع انعدام الأخلاق نحوه الذي يأتي من التلاميذ، وتتجلى هذه السلوكيات السلبية في أشكال عديدة منها أن تعاملهم مع المعلم وكأنه في مثل عمرهم حيث هزارهم الذي يخرج عن مضمون الأخلاق والاحترام مما أفقد المعلم احترامه لنفسه قبل الآخرين.