د.كمال يونس يكتب عن : د.حسين التكمة جي أستاذ المسرح العراقي وبحثه القيم تشريح الصورة في الخطاب المرئي
الجارديان المصريةهناك عدة عناصر لابد للمخرجين من مراعاتها عند ابتكار وخلق الصورة المسرحية لضمان جودتها ،ويجب على النقاد وضعها في اعتبارهم عند تناول العرض المسرحي لضمان دقته ،تضمنتها نتائج بحثه وأرى لعموم الفائدة والارتقاء بالعملية المسرحية الفنية أنه لابد من تداولها وهي كالتالي:
أولاً : الصورة الحاضن الضروري الأول في المعايير المسرحية الملازمة لتقديم أي عرض مسرحي ضمن خصوصيتها الإدراكية للعالم المرئي .
ثانياً: أن خلق الصورة يأتي على وفق قوة الذاكرة الناشطة في ترميز وتخزين واسترجاع الصورة بوصفها الخيال المولد لعملية الإدراك الحسي والفهم وهو الجسر الذي يربط بين عالم الفكر وعالم الأشياء .
ثالثاً : يعد الشكل أحد أهم ركائز المرئيات في الصورة ضمن خبرة المخرج الإدراكية لعالم الخطاب النصي . كون الصورة ترتبط بالتنظيم الداخلي للمحتوى و العناصر المكونة للشكل .
رابعاً: إن اكتناز الصورة يفترض بها مسبقاً وجود رؤية إخراجية تحدد إشتغال عناصرها , ورسم متمثلاتها بين العلة كأساس استنباطي وبين الصورة بوصفها تكوينا نهائيا ,لتفسير ثيمات العرض ولتوكيد دور الفكرة وبالتالي استخلاص المعنى الدلالي .
خامساً : إن العمق الفراغي يؤدي إلى ثراء وإخصاب حقيقة للصورة لتضع المتلقي في علاقة صميمية مع المنظر وبشكل موفق ذهنياً يفترض مساهمة إيجابية بوصفه يخلق إحساس بالأتساع والعمق والحجم كونه خلفية ساندة للفعل وهيمنته التجسيمية بين التكوين والتآلف الصوري .
سادساً : إن الإحالة الصورية تتحقق على وفق عناصر الحركة والصوت والضوء واللون والكتلة وكذلك الموسيقى بوصفها محاولات ترميزية للإحالة , كما أن الشكل ضمن إطار الصورة يحيلنا إلى أمكنة حقيقية في لواقع للمشاهد العيانية , فالذهن يستخلص المعنى الظاهر وفق محصلة العلاقات التبادلية بين وحدة التعبير ووحدة المحتوى من كون الإحالة مبدأ تأويلي يرد العلاقات إلى موضوعاتها الأساس .
سابعاً : المضمون الفلسفي للصورة يفترض تداولية المنجز الإبداعي للوصول إلى قدرة فائقة لتحويل الصورة المغروزة في اللاشعور إلى نقل المعنى , إذ إن الصورة تمارس آلية تعويضية عن طريق الرمز أو الدلالة لتأطير المفهوم الفلسفي .
ثامناً : الحكم الجمالي لا يستهدف المتعة المباشرة التي تحقق بدورها الاستجابة الجمالية فقط , بل حينما تتساوق مع المثير الحسي كونه إدراكا حسيا من صور الممكنات في عالم الروح , والتصدي لإيجاد التقارب الذهني للمتلقي عندما تفرض العملية توافر طرائق تقنية ومهارات فنية لإحالتها إلى عملية التجسيد المثلى .
تاسعاً : عدم الاكتراث بأهمية الصورة أو تفعيل وظائف أجزائها , أو عدم ضبط التناغم الإيقاعي , يحكمها بالميل نحو الهبوط والتسطح والتنافر نزولاً للنكوص .