دكتورة سندس الشاوى تكتب : من يدفع الفاتورة؟؟؟؟
الجارديان المصريةمنذ السابع من أكتوبر إلى الآن ٤٦٤ يوم إلى الآن أدى العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى دمار شامل أدى إلى اكثر من مليون شخص منازلهم وفقا لبيانات البنك الدولي. دمرت جميع المدارس والمرافق الصحية وتحولت غزة إلى اكبر منطقة ركام بالعالم ربما تحتاج بعد انتهاء الحرب إلى مصانع إعادة تدوير نفايات وركام الحرب والاستفادة منها في إعادة الأعمار.
كشفت دراسة بحثية أمريكية ان إعادة الأعمار لقطاع غزة سيكلف 80مليار دولار. وازالة الانقاض لوحدها سوف تكلف ٧٠٠ مليون دولار حيث خلفت الحرب حسب الدراسة ٤٢ مليون طن من الانقاض وهو مايكفي لملء مايزيد على 1/3مليون شاحنة.
وإزالة الركام تستغرق سنة. او عدة سنوات.
وعملية رفع الانقاض معقدة جدا لأنها تحتوي على قنابل وصواريخ والاغام غير متفجرة. ومواد ملوثه خطيرة وجثث وايضا صعوبة تحديد تلك المناطق الملوثة والخطرة.
وحسب الأمم المتحدة ١٥١ الف مبنى تضرر بالكامل في غزة منذ بدء الحرب.
تضرر الاقتصاد في غزة وتراجع بنسبة ٣٥٪اصيب بالانكماش
من الجانب الاخر هناك اصرار للرئيس المنتخب ترامب على إيقاف حرب غزة والتوصل على اتفاق قبل استلامه السلطة في ٢٠ من الشهر الجاري. حيث عبر عن ذلك بعدة رسائل واضحة وتحمل تهديد للشرق الأوسط اذا ما تم تبادل الأسرى وذات الرسالة كررها مستشاره ستيفن وتكوف والذي قام رحلات مكوكية بين قطر وإسرائيل علاوة على الولايات المتحدة.
أهداف ترامب واضحة. وهي متداخلة حيث أن ترامب يبحث عن نجاح سياسي كبير لتعزيز سياسته الخارجية منذ البداية. ولأن صراع غزة يشوه الوجه الأمريكي في الشرق الأوسط لذلك وقف إطلاق النار يحسن بشكل كبير مكانه ترامب ومصداقيته لتأسيس علاقات وصفقات قوية في المنطقة الأكثر تأثيرا بالعالم. ويعتبر اترامب هذه اكبر فرصة له ولفريقه الدبلوماسي ليحل اكبر صراع قبل وصوله إلى الحكم. لكي ينفذ وعده لمن انتخبه بسبب تصريحه انه مرشح سلام وتعهده بحل النزاعات هنا وهناك.. واذا توصل ترامب وفريقه لإيقاف حرب غزة قبل تنصيبه فهذا انجاز كبير لاينسى له التاريخ ذلك.
يعتبر ترامب اهم أهدافه هو التطبيع بالشرق الأوسط وقد نجح سابقا وهو مازال يعمل على ذلك. وبعد فك النزاع في غزة وصعود تركيا كقوى إقليمية بعد سقوط نظام الاسد وحزب الله وضعف إيران تواجدها في المنطقة وتزايد حلف حماس مع قطر وتركيا من المرجح سوف ينتهي ضغط الحوثيين على البحر الأحمر تتوقف هجماتهم. وبالتالي ينتهي تصعيد أمريكا ضد اليمن. وهذا مايحقق استقرار المنطقة. يبدو أن نهج ترامب الجديد التركيز على النفوذ الأمريكي وهذا يقتصر على جيران أمريكا وبشكل اساسي الأمريكيتين مع مبداين
أساسيين هم مواجهة الصين والثاني تمكين إسرائيل. ويبدو ان ترامب يمشي على خطي الرئيس السابق رونالد ريجان وما أنجزه من صفقة تحرير الرهائن الأمريكين فى طهران فى الفترة ما بين ١٩٧٩ و١٩٨١ فإنه يريد أن يُنظر إليه كرجل قوى يُخيف الجميع.
نحنُ الأن علي مشارف تحقيق السلام المنتظر فى المنطقة.