الأحد 19 يناير 2025 07:15 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

السيناريست عماد النشار يكتب : ”وَانْتَصَرَتِ الإِرَادَةُ عَلَى الإِبَادَةِ”

السيناريست عماد النشار
السيناريست عماد النشار

في عالم الحروب، تُقاس الهزيمة ليس فقط بفشل القوي في تحقيق أهدافه، بل أيضًا بقدرته على تبرير جرائمه أمام الشعوب. وإذا ما نظرنا إلى العدوان الأخير الذي شنه الكيان المجرم على غزة، يمكننا تفنيد فشله وهزيمته عبر الإجابة على أسئلة جوهرية تكشف الحقائق وتدحض مزاعمه.

1. هل استطاع الكيان المجرم القضاء على المقاومة الفلسطينية؟
الإجابة: لا.
على مدار خمسة عشر شهرًا من القصف العنيف والإبادة الجماعية، عجز الكيان الغاصب عن القضاء على المقاومة التي كانت هدفه الأول. على الرغم من استخدامه لأحدث الأسلحة، والدعم اللامحدود من القوى الكبرى والإقليمية، ظلت المقاومة صامدة، بل وأثبتت قدرتها على تطوير أدواتها وإفشال كل محاولات العدو للنيل منها.

2. هل تمكن الاحتلال من احتلال قطاع غزة وبسط سيطرته عليه؟
الإجابة: لا.
رغم الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان، لم يتمكن الكيان من تحقيق حلمه باحتلال القطاع. غزة، بمقاومتها وشعبها، كانت عصية على الاحتلال، وأثبتت أن إرادة الشعوب أقوى من أي آلة حرب.

3. هل نجح في تدمير أنفاق المقاومة ونزع سلاحها؟
الإجابة: لا.
الأنفاق التي أعدتها المقاومة لتكون شريان الحياة وخط الدفاع الأول، ظلت عصية على التدمير الكامل. أما عن نزع السلاح، فقد بات من الواضح أن هذا الهدف أصبح بعيد المنال، مع استمرار المقاومة في تطوير قدراتها وتعزيز ترسانتها العسكرية، رغم الحصار والتجويع.

4. هل استطاع تحرير الأسرى والوصول إلى أماكن احتجازهم؟
الإجابة: لا.
رغم تدمير القطاع بالكامل، بما في ذلك البنية التحتية والأحياء السكنية، لم يتمكن الاحتلال من الوصول إلى مواقع الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة. المحاولات المكثفة والدعم الاستخباراتي الضخم لم تكن كافية لتحقيق هذا الهدف، مما يكشف عن فشل ذريع في خططه.

5. هل نجح في تبرير جرائمه للعالم؟
الإجابة: لا.
على العكس، الحرب الأخيرة كشفت الوجه القبيح لهذا الكيان أمام العالم. لم يعد بإمكانه الاختباء خلف قناع "المظلومية" أو "الدفاع عن النفس". الميادين العالمية امتلأت بالمظاهرات المنددة بجرائمه، وصوت الأحرار في العالم ارتفع عاليًا، ليعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.

6. هل استطاع فرض شروطه على المقاومة؟
الإجابة: لا.
رغم الحصار والمأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، كانت المقاومة هي صاحبة الكلمة العليا. الكيان وحلفاؤه اضطروا للقبول بشروط المقاومة، بعدما أدركوا أن إرادة الشعب الفلسطيني عصية على الكسر.

ختامًا
إن هذا التفنيد يؤكد أن الكيان المجرم فشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، رغم وحشية العدوان ودعم حلفائه. المقاومة الفلسطينية، بصمودها وثباتها، حققت انتصارًا تاريخيًا لا يُقاس بالمكاسب العسكرية فقط، بل بكسر هيبة الاحتلال وإفشال مخططاته.

نهنئ المقاومة الفلسطينية وشعبها البطل على هذا الإنجاز العظيم، الذي أعاد للأمة عزتها وأثبت أن إرادة الحق والحرية أقوى من جبروت الطغاة. غزة لم تنتصر بالسلاح فقط، بل بالإرادة، بالتضحيات، وبإيمانها الراسخ أن الحق لا يموت، وأن المحتل إلى زوال.
"وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ"
(سورة آل عمران، الآية 139)

السيناريست عماد النشار ”وَانْتَصَرَتِ الإِرَادَةُ عَلَى الإِبَادَةِ” الجارديان المصرية