ميرفت حشمت: تكتب ”للجارديان” : البكالوريا بين القبول والرفض
الجارديان المصريةمن المؤكد أن الثانوية العامة الحالية بكل إيجابياتها وسلبياتها، هى النظام الوحيد الٱن الذى يضمن مبدأ تكافؤ الفرص، وإعطاء كل طالب حقه كما ينبغى، يتساوى فى ذلك ابن الخفير وابن الوزير، لقد كانت هناك محاولات من وزراء سابقين، حاولوا أن يغيروا ويبدلوا فى منظومة الثانوية العامة، بإدخال بعض التعديلات عليها، حدث هذا أيام الوزير الراحل د. حسين كامل بهاء الدين، وهو ماعرف ٱنذاك ، بثانوية التحسين
إلا أن هذا النظام لم يستمر طويلا وسرعان ما عدنا إلى النظام الحالى، وكان هذا فى عهد الرئيس مبارك رحمة الله عليه، ومع حكومة د. كمال الجنزورى، الذى فوضه مبارك باتخاذ القرار المناسب، الذى يلبى رغبات الطلاب وأولياء الأمور، فاتخذ الجنزورى قرار إلغاء التحسين، ولم يأخذ برأى الوزير بهاء الدين صاحب فكرة التحسين
ثم جاء د. طارق شوقى وأراد أيضا أن يغير هذا النظام الذى تخرج من خلاله عمالقة مثل د. أحمد زويل، ود. مجدى يعقوب، د. النشار، ود. عصمت عبد المجيد ود. أسامة الباز وغيرهم الكثير، فاستحدث التابلت، وكلف ميزانية الدولة عشرات المليارات دون تحقيق أى نتائج على الاطلاق، ثم عدنا الى الامتحانات الورقية والأسئلة المقالية الموجودة فى نظام الثانوية العامة القديمة والحالية
واليوم يفاجئنا الوزير محمد عبد اللطيف بنظام جديد للثانوية العامة اسمه البكالوريا، بحجة تخفيف التوتر عن الطلبة و الٱباء والأمهات، قد يحدث هذا بالفعل، لأن نظام البكالوريا يسمح بتعدد فرص الامتحانات أمام الطلبة خلال عامين، يدخل فيهم الطالب 4 امتحانات، لكن من وجهة نظرى المتواضعة، أن نظام البكالوريا لايضمن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص كما هو موجود فى نظام الثانوية العامة الحالية، لأن الطالب إذا رغب فى تحسين مجموعه من خلال مادة أو مادتين، أو حتى جميع المواد، سيدفع لتكلفة المادة الواحدة اذا أراد التحسين فيها 500جنيه، وهذا قد لايكون فى استطاعة الكثير من الطلاب من الأسر محدودة الدخل، وبذلك ينتفى مبدأ تكافؤ الفرص، الأمر الثانى أن شهادة البكالوريا شهادة منتهية مثل الدبلوم، واذا رغب الطالب فى الالتحاق، فلن يجد أمامه سوى الجامعات الخاصة أو الاهلية، لتوفر التخصص الذى يرغب الطالب فى الانتساب إليه
وبقراءة عميقة لثانوية البكالوريا المقترحة من الوزير عبد اللطيف، أقول له، مهلا يامعالى الوزير، لا الظروف الٱن تسمح بالتغيير، ولا البنية التحتية لمدارسنا أيضا جاهزة لتنفيذ الفكرة المقترحة، وينبغى أن تتهيأ الظروف أولا، ونعالج السلبيات الموجودة بمدارسنا منذ أكثر من 50 سنة ولاتزال عالقة، وأولها تحسين الاحوال المادية للمعلمين بشكل حقيقى، مش ضحك على الدقون بزيادة 200جنيه على الحوافز أو مكافأة الامتحانات
إذن لابد أن تكون هناك ٱلية حقيقية تعمل فى هذا الشأن، لأن المعلم هو حجر الزاوية فى العملية التعليمية برمتها، وتجهيز المعامل بالأدوات اللازمة، وتطوير المناهج العقيمة وتخفيفها على الطلاب، والاهتمام بالرياضة والفنون المختلفة
فالتعليم ليس حشو أدمغة أبنائنا بالمناهج الثقيلة وفقط، ولكن من المهم الترويح عنهم من خلال ممارسة الفنون والموسيقى والرياضات المختلفة، بالاضافة طبعا الحد من الكثافات الرهيبة للفصول الدراسية، وضرورة بناء مئات المدارس الجديدة كل يوم، وهى الوسيلة الوحيدة للقضاء على هذه الكثافات التى تسىء الى منظومة التعليم فى مصر، وتجعلها فى ذيل الدول المتقدمة فى هذا المجال.