*حكايات مصيرية*
الكاتب الصحفي الحسيني عبدالله يكتب: ”ابني المراهق”
الجارديان المصريةنسمع دائمًا داخل البيوت عبارة: "مش عارفة أتعامل مع ابني" أو "أنا اكتشفت حاجات غريبة في سلوكيات ابني"، وكأن الآباء والأمهات يتعرفون على الأبناء من جديد في بداية سن المراهقة، وهو السن الذي يبدأ فيه الصدام والصراع بين الأجيال. فما بين أسرة تريد السيطرة على تصرفات الأبناء، وأبناء يريدون الاستقلالية، تقع مشكلات عديدة أبرزها العناد والكذب، وأحيانًا تحدث حالات سرقة.
كثير من الآباء يلجأون إلى العقاب ضد الطفل عندما يقوم بعمل شيء خطأ، مثل الضرب أو التوبيخ أو الإهانة أو العنف، عندما يقوم الطفل بتصرف خاطئ أو عند المذاكرة معه، مما يسبب مشكلة أكبر عند الطفل من المشكلة التي يريد الآباء حلها، لأن العنف يولد العنف والقسوة، ويؤدي أيضًا إلى سلوكيات غير مقبولة اجتماعيًا، أما أن يكون انطوائيًا وجبانًا أو يتصرف تصرفات سيئة مثل الكذب أو السرقة أو مشكلات نفسية أخرى.
ومن هنا، ندخل في مشكلات أكبر وأخطر من المشكلة الأساسية. وبذلك، يكون الطفل من وجهة نظر الأسرة "طفلًا سيئًا" يحتاج إلى تعديل السلوك.
وتعديل السلوك هو العلم الذي يشمل تطبيق الأساليب التي انبثقت عن القوانين السلوكية بهدف إحداث تغير جوهري ومفيد في سلوك الإنسان.
أما السلوك، فهو كل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الإنسان، سواء كانت ظاهرة أو غير ذلك. والسلوك ينتج من تفاعل الفرد مع البيئة، وهو ليس ثابتًا، بل متغير. ويُجزأ السلوك إلى مجموعة من الاستجابات، فمجموع الاستجابات يحدد مدى تواجد السلوك.
وللسلوك نوعان:
1. *السلوك الاستجابي*: وهو السلوك الذي تتحكم فيه المثيرات التي تسبقه. فبمجرد حدوث المثير، يحدث السلوك. مثل رؤية الطفل الرضيع للحليب، مما يجعله يفرز اللعاب. فالسلوك الاستجابي أقرب إلى السلوك اللاإرادي، وهو ثابت لا يتغير، حيث إننا نجد الشخص الراشد يسحب يده من الماء الساخن كما يفعل الطفل.
2. *السلوك الإجرائي*: وهو سلوك يؤثر في البيئة ويغير فيها ويتأثر بالتغيرات البيئية. السلوك الإجرائي محكوم بنتائجه، ولذلك فالمثيرات البعدية قد تضعفه أو تقويه. فالسلوك الإجرائي يتأثر بالمثيرات البعدية أكثر من المثيرات القبلية.
والبيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الفرد، حيث تؤثر وتتأثر بسلوك الإنسان ولها دور هام في تعديل السلوك. فإذا كان السلوك هو الاستجابة، فإن البيئة هي المثيرات.