د كمال يونس يكتب : محاولة لتقريب مفهوم المسرح الشعبي
الجارديان المصريةالمسرح الشعبي
يرتبط عامة في الأذهان على أنه
- شكل من أشكال المسرح روافده ثقافة مجتمع معين من قيم وعادات وتقاليد ، يروي القصص التي تنتقل من جيل إلى جيل مستهدفا أعلى درجات الجذب الجماهيري ، المؤدى بلغة عامية دارجة الحوار في عفوية وبساطة ، قريبة من واقعه ، وقد تتضمن قصصا خيالية ، يقدم في شكل كلاسيكي مونودراما أو دراما على مسرح مجهز ، أو في أماكن طبيعية غير احترافية ، يتميز المسرح الشعبي بتضمنه جماليات الصورة المسرحية ( السينوغرافيا) من صوامت و نواطق وحركات أو سمعي بصري حركية ، بما تحتويه من الموسيقى والأغاني التراثية والرقص والمجموعات والأزياء الشعبية ، خيال الظِّلِّ – الأراجوز – صُندوقُ الدنيا ،لتستثير جاذبة حواس الجمهور عامة واهتماماته بغية إحداث تفاعلية فكرية إيجابية لتوصيل رسالة معينة من خلال متعة فكرية وفنية تربط ماضيه بحاضره من خلال موضوعات يألفها بسهولة إذ أنها من صميم بيئته وتراثه الثقافي .
العروض متاحة بصورة مجانية خاصة في الأماكن المفتوحة أو ما يطلق عليها الفضاءات غير التقليدية ،يتحقق فيها تفاعل عاطفي وإيقاع ساخن مشوق جذاب إذ يتناول تيمة ذات شخصيات مألوفة (فكرة مركزية للعرض)فيها المزيج الثقافي الذي يقدم مفردات وموروثات خاصة بشعب ما ككل أو فصيل معين من الشعب يطلق عليها مسرحية شعبية وتنقسم إلى قسمين حسب مكان وتقنيات عرضها ،منها ما يعرض غالبا على المسرح (التقليدي)ومنها ما يعرض في الشارع أو الساحات أو الفضاءات غير التقليدية يتم فيها مسرحة المكان وتوظيف مناظره الطبيعية ،بين أنهما يشتركان في معظم أحوالهما على محاولة المسرح الملحمي البريشتي ،السارد، تكسير الجدار الرابع حيث يتواصل الممثلون والجمهور ،بيد أن تلك الطريقة لها حدودها الآمنة حين تؤدي على خشبة المسرح ،ولكنها تفتقد هذا في العروض المفتوحة مما قد يتسبب فى انفراط عقد العرض .