الجمعة 7 فبراير 2025 11:54 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور محمد عطا يكتب : ترامب وأزمة الإنسانية

دكتور محمد عطا
دكتور محمد عطا

موقفه الخبيث من تهجير أهل غزة والمستضعفين في أمريكا (حلول واقعية ومعالجة شاملة)

في ظل الأحداث الأخيرة، يتبنى الرئيس الأمريكي السابق الحالي دونالد ترامب مواقف تثير القلق وتزيد من توتر الأوضاع الإنسانية على عدة جبهات. التصريحات الأخيرة بشأن تهجير أهل غزة من أراضيهم وتهجير المجنسين والمستضعفين في أمريكا ويجب هنا تسليط الضوء على سياساته التي تفتقر إلى الإنسانية والعدالة إن هذا الموقف ليس مجرد سياسة أو عسكرية، بل هو مؤشر شديد الخطورة على ملفات حقوق الإنسان و الكرامة الإنسانية في العالم أجمع وفي هذا المقال، سنناقش الأبعاد الإنسانية والسياسية لمواقف ترامب الأخيرة، مع تقديم روشتة علاجية للتعامل مع الأزمة الحالية مع الربط الزمني بين مواقفه مع كل الفئات المستضعفة لحساب اللوبي الصهيوني والرأسمالي المتعفن.

القضية الأولى: تهجير أهل غزة عنف وتجاهل لحقوق الإنسان.
ومن خلال أحد التصريحات الصادمة التي خرجت عن دونالد ترامب كانت الدعوة إلى تهجير أهل غزة فهذه الدعوة قد تمثل اعتداءً صارخاً على حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وهو مبدأ أساسي في القانون الدولي المزعوم وحقوق الإنسان ومن خلال هذا التصريح الوقح يتجاهل ترامب ليس فقط الواقع التاريخي للمجتمع الفلسطيني، بل يتجاوز المعايير الدولية التي تحظر التهجير القسري للمدنيين.
إن تهجير سكان غزة من أراضيهم وديارهم ليس مجرد قضية سياسية بل جريمة أخلاقية وإنسانية تُسهم في تعميق الأزمات الإقليمية فغزة ليست مجرد "أرض" أو "قطعة جغرافية"، بل هي موطن تاريخي لآلاف العائلات التي تحلم بالسلام والاستقرار. لذا فتلك التصريحات المشينة من ترامب تعكس إصرارًا على تجاهل حقوق هؤلاء وتضحياتهم طوال عقود ممتدة من الزمن حفاظاً علي هويتهم ووحدة أراضيهم.
القضية الثانية: موقف ترامب من المجنسين والمستضعفين في أمريكا والتقليل من قيمة الإنسان.
أما بالنسبة لموقفه من المجنسين والمستضعفين في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أظهر ترامب في فترات سابقة جموداً في مواقفه تجاه حقوق المهاجرين سواءً كانوا لاجئين أو مهاجرين شرعيين. وفي الآونة الأخيرة، زادت التصريحات الداعية إلى التهجير القسري وإلغاء حقوق العديد من المجنسين مما يعكس نهجًا فاشلاً يتسم بـالتنميط العنصري و التمييز ضد الأقليات.
إن هذا الموقف لا يمثل فقط هجومًا على المبادئ الأمريكية التي تأسست عليها البلاد، بل أيضًا تحديًا للقيم العالمية التي ترفض التمييز بين البشر على أساس العرق و الدين و الجنسيات هذه السياسات تضعف الوحدة المجتمعية وتثير الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي، وهو ما يعزز شعور العداء والكراهية بين فئات الشعب المختلفة.

القضية الثالثة: أزمة عالمية تتطلب استجابة شاملة

أزمة تهجير أهل غزة والمجنسين في أمريكا ليست مشكلة محلية فحسب، بل هي أزمة إنسانية ذات أبعاد عالمية حيث الأوضاع المتفجرة في غزة تتطلب تدخلًا دوليًا حقيقيًا لإيقاف التهجير القسري وتعزيز حماية المدنيين، بينما الوضع في أمريكا يستدعي تعزيز الحقوق المدنية وحماية الاستقرار الاجتماعي لجميع المواطنين والمقيمين.

لذا استوجب الأمر تدخل آني من جميع الجهات الدولية مثل الأمم المتحدة و منظمات حقوق الإنسان فيجب أن تقوم بمسئولياتها تجاه تلك الأزمة العنصرية المعقدة لتلعب دورًا فاعلاً في الوقوف ضد هذه السياسات الاستبدادية وفي المقابل، تحتاج الحكومات المحلية إلى العمل بشكل عاجل من أجل ضمان المساواة و التعددية الثقافية في مجتمعاتها، وهو ما يتطلب خطوات استباقية مثل سن قوانين صارمة ضد العنصرية وتحسين الاندماج الاجتماعي.

روشتة علاج لتلك الأزمة.

1. الضغط الدولي على السياسات الأمريكية والإسرائيلية.
يجب على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود للضغط على الحكومة الأمريكية لتغيير مواقفها المتعلقة بالتهجير. والضغط السياسي والدبلوماسي من خلال المنظمات الدولية كـ الأمم المتحدة يمكن أن يكون أداة فعالة لتغيير السياسات.
كما على الدول العربية والمجتمع الدولي أن يسعوا جاهدين لتقديم كل أيادي الدعم لأهالي غزة، مع التركيز على دعم الحلول السلمية.

2. إصلاح السياسات الأمريكية تجاه المهاجرين:
إعادة النظر في قوانين الهجرة
فيجب أن تُحسن الولايات المتحدة سياساتها تجاه المهاجرين والمجنسين، مع ضمان حقوقهم الإنسانية و إعطائهم الفرصة في تحقيق معيشة كريمة.
العمل على مكافحة التمييز العنصري من خلال حملات توعية وبرامج تعليمية ومشاركة مجتمعية تعزز الوحدة والانسجام بين جميع فئات المجتمع.

3. تعزيز الحلول السلمية في غزة ويجب إعادة تنشيط الحوار بين الفلسطينيين و (الإسرائيليين) على أساس العدالة والمساواة مع ضمان الحقوق الإنسانية للمواطنين في غزة.
دعم المبادرات الدولية التي تدعو إلى وقف العنف و تحقيق السلام بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

4. التفاعل مع المجتمعات المستضعفة في الولايات المتحدة:
بناء مجتمع أكثر شمولية، يعتمد على العدالة الاجتماعية و حقوق الإنسان للجميع، بغض النظر عن الأصل العرقي أو الديني والتوعية المستمرة حول المساواة وتعزيز احترام التنوع الثقافي والديني في البلاد.

وفي ختام المقال نوجّه رسالة دعم لكل الشرفاء العرب والمسلمين وعلي رأسهم دول الجوار التي انتفضت فيها الشعوب والحكومات فى موقف مُبهر يبشرنا بفتوحات كبيرة ويذكرنا بالموقف العربي الإسلامي الشجاع فى حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣

ونؤكد بأن المواقف الأخيرة التي اتخذها ترامب تجاه أهل غزة و المجنسين والمستضعفين في أمريكا تُظهر خللاً خطيرًا في مبادئ *حقوق الإنسان* و *العدالة الاجتماعية* لا يمكن للمجتمع الدولي السكوت على مثل هذه السياسات التي تسهم في زيادة الظلم و الانقسام معًا، يمكننا أن نضع الأسس لحلول عادلة ومستدامة تسهم في بناء عالم يسوده الاحترام المتبادل و العدالة وحفظ حقوق الإنسان فى أي مكان وزمان لأن قضايا أمتنا العربية والإسلامية للحفظ فى الذاكرة والوجدان ولا مجال للنسيان ونؤكد من الآن استحالة فرض الظلم علي أوطان وشعوب يتنفسون الكرامة ويقتاتون الحرية ويشربون من نهر تاريخي متدفق بإنجازات إنسانية عظيمة للأجداد حفظاً للأرض والعرض ونذكركم سيذهب ترامب وأفكاره الكريهة وسيبقي أهل الديار أصحاب القرار وبسواعدهم الشريفة وقلوبهم الطاهرة وتمسكهم بالمنهج سيعود العمار.

ولا ننسي أن ما يغضبنا من انتهاك متعمد لحقوق الإنسان لا يمثل لدينا تبعية دينية أو عرقية أو سياسية أو حتي جغرافية فنحن خير الأمم والأمة الوسطية التي تراعي الجميع وتتولي مسؤولياتها الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية تجاه كل شعوب العالم مهما كانت ثقافاتهم أو معتقداتهم.