الإثنين 10 فبراير 2025 04:55 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الحسين عبدالرازق يكتب : لا تذبحوا أحمد حلمي!

الكاتب الكبير الحسين عبدالرازق
الكاتب الكبير الحسين عبدالرازق

المزحة التي قالها، أو ارتأي أن يضيفها فنان الكوميديا"المصري" الوطني حتي النخاع أحمد حلمي خلال مسرحيته الجديدة، لا تستأهل ما تبعها، أوكل ما قيل بعدها، بل لاتستوجب الهجوم، ولا التقريع أو حتي اللوم! عبارة بسيطة وعابرة ممكن يقولها في القاهرة! لا تنطوي علي إهانة، ولم يقصد بها الاستهانة، تلك هي قناعتي حسب فهمي أو استيعابي، لا أعرف حلمي شخصياً ولا هو من أصحابي!
فقط شاهدت المقطع، دعابة ارتجالية وعادية بين اتنين مصريين، فلماذا التقفها البعض وأخذوا في سن السكاكين؟!
جزوا علي أسنانهم، ودببوا أنيابهم، وتأهبوا للالتهام، رموه بل أوسعوه بأقسي عبارات الاتهام، لم يشفع له تاريخه الطويل مع البرامج والمسلسلات، والمسرحيات والأفلام! أرادوا أن ينالوا منه، أو يجعلوه فريسة ملقاه فوق موائد اللئام!
ما الذي فعله حلمي بالضبط؟، مالذي قاله؟ خرج عن النص المسرحي؟ كسر الحاجز الوهمي أو"الجدار الرابع" والتحم مباشرةبالجماهير؟، لم تكن الحالة جديدة، بل لم تكن هي الوحيدة، قديمة واتعملت كتير! في إحدي المسرحيات الشهيرة للعملاق محمد صبحي، أظن مسرحية الهمجي، هناك مشهد لا يُنسي، ينزل خلال الأحداث ليجري حواراً مع الناس، مقطع كامل "ماتع" أضحكنا كثيراً ولم يزل! لا اتهدت الدنيا ساعتها، ولا قامت قيامتها ... أما إذا كانت المشكلة في العبارة العابرة، فقد تكون مجرد مزحة كما قلنا من قبل بين اثنين صديقين، و ماالذي يدرينا، أن من مازحه حلمي، هو شخص لايعرفه؟ قد يكون صديقه، أو صاحبه أو شقيقه! أم لأنه قال له، تبقي أكيد معزوم" تثور ثائرة البعض ولازم القيامةتقوم؟! مايمكن هو اللي عازمه!
قبل 25 سنة فاتو، ذهبت أنا وصديقي المخرج المسرحي الراحل سيد علي، لحضور مسرحية كوميدية علي مسرح الطليعة كان اسمها"ماتستفهمش"، تأليف وإخراج مصطفي سعد، ذهبنا إلي هناك بدعوة من صديقي الفنان الكوميدي الكبير منير مكرم، وكان أحد أبطالها .. وصلنا ميدان العتبة قبل العرض بساعتين، وقلنا ناخذ جولة ونلف في السوق لفتين، منها نقتل الوقت، ونتفرج علي الڤتارين، دخلنا شارع عبدالعزيز القريب من الطليعة، اشتريت منه فيديو، وقلت أتركه مع أمن المسرح، وآهو مش هيجري حاجة أبقي آخده وأنا مروّح، شافنا الفنان منير مكرم وهو جاي يستقبلنا، لَمَح الفيديو معايا وعينك ماتشوف إلا النور، استلمنا إيفيهات، وضَحَك علينا خلق الله خلال عرض المسرحية، لا زعلنا، ولا اتقمصنا يومها وأخدنا الأمور بأريحية!
حفظ الله بلدنا، ونصر قائدنا وأعزنا .