الأربعاء 12 فبراير 2025 04:53 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول…( وعيد ترامب يرتد فى وجه مصر والأردن ..! )

الكاتب الكبير خالد درة
الكاتب الكبير خالد درة

بدأت أجواء القلق تهيمن على احتمال استكمال الاتفاق والعودة إلى استئناف الحرب، قبل بدء المرحلة الثانية، التي يفترض أن تتطرق إلى اتفاق دائم لوقف النار وإنهاء الحرب وإطلاق ما تبقى من الأسرى ..

فقد فجّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفاجأة جديدة بالإنذار الذي وجهه إلى حركة "حماس" الإثنين، مطالباً إياها بإطلاق "جميع" الأسرى الإسرائيليين الموجودين لديها قبل الساعة 12 ظهر السبت، وإلا "ستفتح أبواب الجحيم"..
وعيد ترامب جاء رداً على إعلان الناطق باسم "كتائب عزالدين القسام" أبو عبيدة في وقت سابق الإثنين، أن الحركة أرجأت إطلاق ثلاثة أسرى إسرائيليين في الدفعة التي كانت مقررة السبت، معتبراً أن إسرائيل أخلّت باتفاق وقف النار الموقع في 19 يناير، وقضى بتبادل 33 أسيراً إسرائيلياً في مقابل نحو ألفي أسير فلسطيني، في المرحلة الأولى من الاتفاق المؤلف من ثلاث مراحل ..

تقول "حماس" في معرض تبريرها قرار إرجاء تسليم الأسرى الثلاثة، إن إسرائيل لم تلتزم إدخال البيوت الجاهزة والخيام التي كانت ضمن بنود الاتفاق، فضلاً عن مواصلتها عرقلة تنقل النازحين الغزيين بإطلاق النار عليهم .. وكان يفترض بموجب اتفاق وقف النار، أن تسهل إسرائيل دخول 60 ألف منزل جاهز و200 ألف خيمة. لكن الوسطاء العرب الذين شاركوا في صوغ الاتفاق، يقولون إن إسرائيل لم تلتزم ذلك ..

وفي وقت لاحق، أبقت "حماس" نافذة التوصل إلى حل لهذه المشكلة، بإعلانها أنها أبلغت الوسطاء أن لديهم فرصة حتى السبت لمعالجة تراجع إسرائيل عن إلتزاماتها، بما ينقذ اتفاق وقف النار ..
فعلياً، بدأت أجواء القلق تهيمن على احتمال استكمال الاتفاق والعودة إلى استئناف الحرب، قبل بدء المرحلة الثانية، التي يفترض أن تتطرق إلى اتفاق دائم لوقف النار وإنهاء الحرب وإطلاق ما تبقى من الأسرى ..

ومضت عشرة أيام على الموعد الذي كان يفترض أن يبدأ فيه التفاوض على المرحلة الثانية، من دون أن يرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفداً إلى هذه المفاوضات، واكتفى بإيفاد وفد فني منزوع الصلاحيات إلى الدوحة ..
وزاد عدم اليقين حول مصير الاتفاق منذ أن أعلن ترامب الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة تريد السيطرة على غزة بعد نقل سكانها إلى مصر والأردن، وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"..

وعلى رغم الرفض الذي ووجه به اقتراح ترامب، فلسطينياً وعربياً ودولياً، فإنه زاد إصراراً عليه، وأضاف إليه الإثنين تهديداً آخر بقطع المساعدات عن مصر والأردن إذا ما رفض البلدان استقبال سكان غزة، الذين أكد أنه لن يكون لهم الحق بالعودة إلى القطاع، في تناقض مع تصريحات للناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفييت ووزير الخارجية ماركو روبيو، بأن خروج الفلسطينيين من غزة سيكون موقتاً ريثما تنجز عملية إعادة البناء ..

التهديد بقطع المساعدات عن مصر والأردن تزامن مع مباحثات كان يجريها روبيو مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في واشنطن، وقبل ساعات من استقبال ترامب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض، والاستعداد للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الأيام المقبلة والتى تم الإعلان عن تأجيل هذه الزيارة إلى إشعار آخر بعد حديث ترامب مع ملك الأردن بشأن تهجير سكان غزة ..

وسيبني نتنياهو، العائد للتو من واشنطن، على تهديد ترامب الجديد، كي يضغط أكثر على "حماس" وصولاً إلى التنصل من الاتفاق واستئناف الحرب، على رغم الضغوط التي يتعرض لها من عائلات الأسرى الإسرائيليين والمعارضة للمضي في التزام الاتفاق .. وترك ترامب لنتنياهو القرار في شأن الانقلاب على الاتفاق، على رغم أن مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف شارك في المفاوضات التي أفضت إليه إلى جانب مبعوثي الرئيس السابق جو بايدن ..

ليس اتفاق وقف النار في غزة وحده الذي يرزح الآن تحت تهديدات ترامب، وإنما هناك وقف النار في لبنان والشكوك التي تحيط بمدى التزام إسرائيل به، في وقت يصار إلى رسم حدود الشرق الأوسط بكاملها، من أميركا وإسرائيل، بالاستناد إلى التوازنات الجديدة التي أفرزتها الحرب الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر 2023، من غزة إلى لبنان وسوريا وإيران.