الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : استطلاع هلال الوحدة العربية ٢٧ فبراير الجاري بالقاهرة !!


دعوني أعترف أني لا أعول علي التصريحات الصحفية في معرفة حقيقة مايدار ويحاك بالقضية الفلسطينية بالجملة ، وبالطبع يأتي جزء التهجير كجزء بالغة الاهمية منها ؛ إذ أعتقد اعتقادا تاما أن الطرف النمرودي الترامبي متغطرس ومتجلف ومتفوه بكلمات خالية من الكياسة والدبلوماسية ، ومتدثر بديثار القوة والتي أفقدته الجزء العقلي الضئيل عنده ، فأصبح بلا عقل البتة !! يجعل المتحاور معه يتجنب الدخول معه إلي تلك الحلبة التي يحبها ويجيدها !!
فكيف لرئيس أكبر دولة تكون تلك هي مفرداته ، ويكون هذا منطقه ، ويكون هذا تفكيره ، إذ يفكر بمنطق زعماءالعصابات : أترك لي هذا أساعدك في ذاك الموقف .. فأين هو الضمير الإنساني إذا ؟، وأين أدبيات الحكم حينئذ ؟ وأين القانون الدولي ، وأين المواثيق والأعراف الإنسانية ؟!!
إن ما لوح به الترامبي هذا بشأن سد النهضة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إقامة ذلك السد الهاوي ما أقيم إلا للضغط به في مثل تلك الظروف الراهنة ، وان ما قيل من الجانب الاثيوبي من استخدامه في أطر التنمية ما هي إلا ترهلات قولية يثبتها الحال والمقال !!
دعوني أتحزب لموقف رأي سيادة المشير عبد الفتاح السيسي زعيم جمهورية مصر العربية الواضح والرافض بالكلية للتهجير ، بل والتفكير فيه من الأساس باعتباره محفوف بمخاطر جمة يصعب علي أي حاذق التنبأ بتدعياتها ، في ظل عقيدة عربية راسخة بأحقية السيادة المستقلة لأهل غزة باعتبارها حق مكفول لهم!!
أعترف بأني معجب وسعيد للغاية برأي وموقف سيادة المشير الزعيم الواضح و الذي لا عوج ولا مثنوية فيه، والذي أثلج صدور المصريين علي اختلاف تنوعاتهم السياسية ، والذي جاء منسجم مع بيانات مؤسسات الدولة ( التنفيذية والنيابية والخارجية والشعبية والحزبية ) كلمات قليلة ومعبرة لا تأويل فيها : يجب حل القضية الفلسطينية بشكل عادل ، مع الأخذ في الاعتبار تجنب تعريض السلام في المنطقة للخطر. عكس قرار النمرود الترامبي والذي نددت به كافة مؤسسات دولته ( البنتجون ، والكونجرس ) .
كم كنت اتمني من جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن أن يكون رأيه واضح وصريح برفضه التام للتهجير القسري ، ولو كان يريد أن يمسك بالعصي من المنتصف ( كعادة العقيدة الأردنية) لكان رأيه اقتصر علي أن موقفه مرتبط بالموقف العربي ، وأن رأيه ليس منفرداً بل جماعياً. وأنه ملتزم بما يسفر عن إجتماع القمة العربية المرتقبة الذي سينعقد ـ إن شاء الله ـ في السابع والعشرين من الشهر الجاري وفقط ، بدلا من الاسترسال في التصريح حتي يتضمن كلمات يمكن تأويلها ، مثل : سنعمل علي تنفيذ أطروحة النمرود الترامبي وبما يحقق صالح الجميع !!
كلمات حبلي من الممكن أن تلد سيناريوهات متعددة !!
أزعم بأنه ليس ثمة داع لتلك التصريحات المحملة بالتأويلات والتي ربما حلت المحل الأسني في نفس هذا الترامبي الأرعن المأفون فيتمسك بها ويدعي أن وجود أهل غزة في غزة ليس في مصلحة ربيبة الصهيونية العالمية.
أتمني من كل قلبي أن يخرج إجتماع القمة المشار إليه بعاليه بإتخاذ موقف عربي واحد وواضح ورافض لكل أشكال وألوان وأحجام التهجير ، سواء إلي مصر أو الأردن أو حتي إلي الولايات المشؤومة المتفرقة .
فليعلم من له حق في حضور اجتماع القمة المرتقبة ، بإنّ الاتّحاد أساس النصر والنّجاحات وتحقيق الأهداف، فيه تزداد القوة، ويتحقّق الخير، وكم من أمثلةٍ كثيرةٍ في الحياة تُعطينا دروساً وعبر، وكلّها تدلنا على ضرورة الإتحاد ، وأن نكون دوماً يداً واحدةً، ولا يكون للآخرين علينا سبيلاً، ففيه تتحقّق الهيبة، وتقوى الشوكة، ويصبح الأعداء من المهزومين.
كم أتمني تقديم كل الدعم والوقوف بقوة خلف المشير الزعيم القوي الشجاع الذي حشد جيشه وأهبه علي أعلي درجات التأهب ، إستعدادا لأي قرار ترامبي طائش يصيب العروبة في مقتل !!
اثبتوا معه - رحمكم الله ـ بعد أن تثّبَتُوا من أبعاد دهماء التهجير ، وثقوا بأن التاريخ لن يرحم أي متخاذل، وذات التاريخ يحفظ المروءات بين دفتيه الخالدتين !! وإن شاء الله ستكون افعالكم كلها مروؤات.
إعلموا أن حتي زوال مجد الملك الدنيوي ( لا قدر الله) ، فلن يزول الموقف البطولي ، وإن كان من الموت بُد في سبيل إعلاء الشرف الجهادي، فالفخر أن يموت المرء شجاعاً، فلنعم الميتة وحبذا الشهادة في سبيل الله.
امضوا على بركة الله متعاضدين خلف المشير الزعيم ، فلن ينفعكم اليوم إذ خادنتم وفرطتم أنكم في العذاب مشتركون ،
واعلموا أن فلسطين باقية ولن تدهدهها العواصف ريب المنون ، رضي من رضي وأبا من أبا.
اختلفوا ما شئتم حول الآليات المناسبة والخطط الكفيلة بانتشال الشعب الغزاوي من قاع الاضطهاد والإبادة، إلى ذرى العيش الهانيء الذي تنعم به كثير من الشعوب ، بدلا من هذا هذا المنكب البرزخي القصي القابع تحت أسلحة العدو الفتاكة والحصار الخانق الجاثم فوق صدورهم!!
فسددوا وقاربوا وضعوا مصلحة امتكم أمام مصالح دولكم خصوصاً في هذه الظروف الإقليمية والدولية بالغة التعقيد ، حتي لا تتمزق الدول وتتآكل الشعوب وتعم الفوضى التي لن تبقي ولا تذر - وقانا الله من هذه الفتنة الماحقة .
اثبتوا للترامبي هذا أن هجمته العنترية أفادت الأمة العربية ، وجاءت كرمية بدون رامي ، لأنها ستكون سبباً في توحد الأمة إزاء ذلك الخطر الداهم . وإن السابع والعشرين من فبراير ٢٠٢٥ سيكون يوما للعروبة ، فيه ستتوحد القوة والإرادة ورد كبد المعتدي الي نحره فيرجع مذموما مدحورا .
أدعوا الله أن يجمع لكم كل الجوامع ويمنع عنكم كل الموانع من أجل المحافظة علي القضية الفلسطينية مشتعلة في الأذهان ، تسعي الشعوب أن تكون يوما قريبا ممن أشار الله إليهم في قوله تعالي " فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا " سورة الإسراء الآية ٥ "
إن أعظم إنجاز لأي قائد أو زعيم هو ، ترك سيرة حسنة من وراءه , سيرة يكتبها التاريخ عن مواقفهم الإيجابية لأمتهم وشعوبهم ، وإني إذ أحيي المشير الزعيم البطل علي موقفه الواضح في الحفاظ علي قضيه أمته من التدويل ، وعلي تراب بلده مصانا من التدنيس ، لأضع روحي وروح أولادي فداء موقفه الجلي الكريم .
أقول قولي هذا والله مطلع علي نيتي ، وأري جل أبناء مصرنا الحبيبة علي هذه النية من المؤازرة والاصطفاف والدعاء له بالتوفيق فيما يتخذه من قرارات لمجابهة الشر وأهله والداعمين له ، ولا تثريب علي من ينعق منفردا إرضاءا لجهات وأفراد قلوبهم تجاه الوطن سوداء بل حالكة السواد ، سنتركهم وما ينعقون ، وليعلموا أن هناك يوم حساب ( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) .
الخلاصة:
يمكن في هذا الصدد الإعتماد علي قول فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين لتكون كخلاصة لما اريد أن أقول : علي مسؤولي العالم التحلي بالحكمة في إصدار التصريحات التي تمس الاوطان.
خلاصة الخلاصة :
ينبغي علي أصحاب الرؤي وقادة العالم الروحيين والمنظمات الدولية ، وقادة الأحلاف ، وقادة الدول العظمي الضغط على من يريد العبث بحقوق الدول بسحب ترهلاته واجباره علي الاعتذار للعائلة العربية عن تجاوزاته بحق الفلسطينيين وسكان غزة المضطهدة .