وجيه الصقار يكتب : هل نحن مجتمع فاشل ؟!
![الكاتب الكبير وجيه الصقار](https://www.alguardian.com/img/25/02/14/91944.jpg)
![](https://www.alguardian.com/ix/GfX/logo.png)
بعد زيادة نسبة البطالة والفقر وارتفاع الأسعار، أصبح الناس فى قلق من الأيام المقبلة، التى تشهد أيضا الهبوط الثقافى والأخلاقى والفكرى والاجتماعى، وما انتشر بين الناس من عدوانية وجهل وفساد وسب الدين، لغياب دور وتوجيه أجهزة الإعلام والصحافة والشباب والثقافة وانهيار التعليم بفعل جاهل، وغياب خطة لتوظيف الطاقات المهدرة، برغم أن مصر بها أكثر من 300 الف عالم وباحث وأستاذ جامعي وخبير فى كل المجالات، وكلهم كفاءات عالمية لو أحسنا توظيفهم لمواجهة المشكلات تكون مصر بمواردها العظيمة بين كبرى دول العالم، بالتخطيط العلمى والإنتاج، لأن التقدم لا يأتى بالفهلوة التى نعيش عليها الآن، أو الدعاية الفارغة، لأن نكبتنا فى "أهل الثقة" ولو كانوا جهلاء، لنجد أن كثيرا من القيادات لايصلحون, بينما سيطرث الثقافة المنحدرة فلا مكان للمبدعين وأصحاب الفكر والرؤية، ولا نسمع لهم إلا قليلا، وسيطر متوسطو الفكر والتعليم ..لعلنا نستدعى كلمات الكاتب الروسي تشيخوف: بأن المجتمعات الفاشلة، يسيطر عليها الحمقى مع غياب العقل الراجح، وانتشار السفالة بالشارع أمام العقل الواعى، وتحويل الغالبية إلى بلهاء. وتسيطر عليهم الموضوعات التافهة فى النقاشات، ويتصدر التافهون المشهد، فهم مجتمع فاشل جدًا،حتى فى الأغاني الهابطة، وتجد االملايين يرقصون عليها ويرددونها، ويصبح صاحب الأغنية الشاذة المنحرفة مشهورًا ومعروفًا ومحبوبًا. ومثلا أعلى، فالناس يأخذون رأيه في قضايا المجتمع والحياة. أما المفكرون والمؤلفون فلا مكان لهم ولا أحد يعرفهم أو يعطيهم قيمة أو وزنًا. فالمواطنون هنا يحبون التفاهة والوعود الوهمية. والشخص الذى يضحكهم بالتفاهات ونفضله على شخص يوقظنا للواقع والحق. الأغلبية الجاهلة هي التي ستقرر مصير الناس. بينما يؤكد آلان دلون أن سبب ضياع الشعب أنه لايعطى الفرصة للإبداع والإنتاج، وتحول الجموع إلى موظفين جامدين، وتعتمد الحكومة على الإعلام الفاسد وترفع قيمة الفنانين والممثلين والمهرجين التافهين فى القمة، وتكون مكانتهم الأدبية والمادية فوق الشعب، مع نشر التفكير السطحى والتافه فى موضوعات لا تبنى البلد وتضيع موارده ومستقبل أبنائه، بل تدعو للتخلف، بينما المجتهدون لا قيمة لهم أو عائد، ويجرى تجميدهم فى الوظيفة، فالمصير المؤكد للبلد هو التخلف، (وهو ما تعانى منه مصر الآن) وهنا يكون هدف التعليم محدود لا يسد احتياجات الشعب أو بناء البلد لتخريج جيل عاطل** أصبح على مسئولى مصر إعطاء الفرص للنابغين والخبراء فى كل المجالات أولها الإنتاج والتعليم، وإتاحة حرية التعبير لتحقيق التغيير الإيجابى فلا نهضة بلا سقف عال للحرية بالفكر العلمى الناقد، لأنه السبيل الوحيد للتقدم. وحتى لا يستمر مجتمعا فاشلا.. اصحوا..