د.القس جرجس عوض يكتب : حقيقة موت يونان فى بطن الحوت

هناك عدة أدلة على موت يونان اذكر منها الآتي :-
1ـ لم يذكر الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ان يونان ظل حيا في بطن الحوت
2ـ جاء في التقليد اليهودي أن يونان هو ابن الأرملة التي أقامه إيليا النبي في صرفة صيدا
١مل 18 : 10- 24 ويرى البعض أنه تقليد له اعتباره، ويذكر ايضا ان يونان مات واقامه الله من الموت ثم خرج من بطن الحوت
3ـ صلاة يونان جاءت في اليوم الثالث وليس من وقت ابتلاع الحوت له !
4 ـ هل من المنطق ان يظل صامتا ثلاث ايام ثم يصلي ؟
٥- شهادة السيد المسيح بموت يونان
تعالوا معا ندرس هذا الموضوع
وعليك ان تسير مع الكتاب المقدس وليس بالافكار المنقولة
مقدمة : من هو يونان ؟: هو أحد أنبياء بني إسرائيل ومعنى اسمه: حمامة“. ولقد كان بالفعل وديعاً رقيق القلب مثل الحمامة، وهو من سبط زبولون(1) (يش 15: 10-16)، ويقيم في جتِّ حافر
اولا – تحليل صلاة يونان
في الإصحاح الثاني من سفره
نلاحظ انه انتهي الإصحاح الاول بهذا القول . وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام وثلاثة ليال – يون ١ : ١٧
ويبداء الإصحاح الثاني فصلي يونان !! بأستخدام الفاء التي تفيد التناوب والسرعة إذا صلاة يونان جاءت في اليوم الثالث قبل خروجه مباشرتا وليس كما يظن انه صلي بعد دخوله بطن الحوت.وبالتالي
صرخ الي الرب في الهاوية قائلا
1- ( من جوف الهاوية) ،عدد 2
بالرغم من أن النص يقول أن يونان صلى إلى الرب إلهه من بطن الحوت
(٢: ١)؛
إلا أنه في الآية التي تليها يذكر أنه … صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي. (يونان ٢: ٢)
إذا يونان مات وظل جسده محفوظا في بطن الحوت وروحه ذهبت الي الهاوية.
: والنزول إلى الهاوية في معظم النصوص الكتابية، معناها موت الإنسان. فمثلاً في صلاة حنة: “الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ.(١ صم ٢: ٦)
تامل معي ١- «دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ، . صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي.
هذه صلاة شخص رجع من الموت ! وليس نجاة من الموت فسمعت صلاتي وليس اسمع صلاتي !
عندما يعلن يونان أنه صرخ من جوف الهاوية، هذا يعني أنه مات؛ وبقي جسده في بطن الحوت، أما روحه فذهبت إلى هاوية الموت (كما في قصة لِعازر والغني، حينما صرخ الغني وهو يستغيث بابونا إبراهيم
لوقا ١٦: ١٩-٣١). دعونا نكمل معا
2.- ( طرحتني في العمق) – المقصود هو عمق البحر !
اذا حينما القي يونان غاص في الأعماق وقد شعر بتيارات ولجج البحر وعشب البحر التف برأسه
ليس هذا فحسب بل أخذ في الغرق قائلاً
٥ قَدِ اكْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى النَّفْسِ. أَحَاطَ بِي غَمْرٌ. الْتَفَّ عُشْبُ الْبَحْرِ بِرَأْسِي. (يونان ٢: ٣، ٥) اكتنفتني مياه الي النفس
اكتنفتني اوجاع الموت وشدائد الهاوية مز 116: 3 بنفس كلمات النبوة عن موت وقيامة السيد المسيح في مزمور 116 وبالفعل مات يونان ويؤكد قائلا
4- ( نزلت الى أسافل الجبال)
5ـ مَغَالِيقُ الأَرْضِ عَلَيَّ إِلَى الأَبَدِ”، فهنا لا يذكر يونان أنه نزل إلى أعماق البحار فحسب، بل إلى اسافل الجبال والأرض، حيث أغلقت عليه بابها إلى الأبد.
فمن المستحيل جدلا أن ينزل إلى أسافل الأرض، وهو في بطن الحوت، إلا إذا مات فعلاً؛ !!
فهذا التعبير يؤكد موته
وفي هذا الوقت جاء دور الحوت ابتلع الحوت يونان لحفظ جسده
ثم يقول منشدا
6- (أصعدت من الوهدة حياتي) الوهدة هنا هي مثوي الاموات وللتأكيد يقول
7ـ حين اعيت في نفسي ذكرت الرب حين ساخت روحي وكانّه يقول يارب في يديك استودع روحي، ذكرت الرب
ثانيا – سؤال منطقي
لماذا يوضع سفر يونان في الاسفار النبوية ؟؟
والحقيقة ان سفر يونان لا يحمل رسالة نبوية مثل باقي الأسفار النبوية !
ان لم يكن كل السفر عبارة عن نبوة بموت المسيح وقيامته وكرز به بين الأمم .. فهو النبي الوحيد في العهد القديم الذي مات وقام وحمل رسالة توبه الي الأمم وان الله قبل توبتهم ورجوعهم ً
ثالثا جوهر الموضوع
شهادة السيد المسيح عن يونان
1- فاجاب و قال لهم جيل شرير و فاسق يطلب اية و لا تعطى له اية الا اية يونان النبي (مت 12 : 39) لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام و ثلاث ليال (مت 12 : 40) في هذه الاية يضع المسيح نفسه في مقارنة بين ما سيحدث له وبين ما حدث ليونان النبي ليوضح لليهود كيف سيعطيهم الاية. والتشبيه أو المقابلة لها(مت 16 : 4) (لو 11 : 29)
الايه : هي موت يونان وقيامته وخروجه من بطن الحوت حيا ليتمم رسالته المكلف بها
لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى، كَذلِكَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا لِهذَا الْجِيلِ. (لوقا ١١: ٣٠)
أربعة أوجه متطابقة ومنطقية بين يونان والسيد المسيح
1.مكان الموت
2.زمان او مدة الموت
3.حالة كل منهما حيا كان او ميتا !
4- رسالة ما بعد القيامة وهي الكرازة للأمم
يقدم السيد المسيح مثل يونان مثل كامل
في قوله كما كان يونان في باطن الحوت هكذا يكون ابن الإنسان
لا تأويل ولا تفسير للنص غير المقصود ! المكان هو بطن الحوت وبطن الارض
زمن الموت ثلاث ايام وثلاث ليالي
والحالة هو موت كل منهما والرسالة هي للأمم
وبحسب وجهة نظري الشخصية .
من يقر بعدم موت يونان في بطن الحوت يقر بعدم موت المسيح في القبر!! ومن ثم يطعن في حقيقة الفداء دون ان يدري
ويجعل من سفر يونان اسطوره وليس حقيقة دون قصد
لانه من الممكن ان يعيش الانسان دون خبز او ماء لمدة 3 ايام ولكن من المستحيل ان يمكث ثلاث دقائق بدون أكسجين
فالمسيح نفسه هو من قال (لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام و ثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام و ثلاث ليال (مت 12 : 40) )
الاقرار بموت يونان بحسب النص الكتابي لا يضر الايمان المسيحي بل يغلق الباب علي المشككين بالفداء

#د. القس / جرجس عوض
كاتب ومفكر مسيحي