الأربعاء 19 فبراير 2025 11:27 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودى يكتب : أهالي جلبانة بين المعاناة والأمل... مطالب مشروعة تنتظر التنفيذ

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

تعيش قرية جلبانة التابعة لمركز القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية حالة من الترقب والأمل، حيث يعاني سكانها، خصوصًا في الجهة البحرية، من عدة مشكلات حيوية تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية. فمنذ سنوات طويلة، يواجه الأهالي ضعفًا شديدًا في أعمدة الكهرباء والأسلاك المتهالكة، مما يزيد من مخاطر الانقطاعات المتكررة، فضلًا عن تهديدات تتعلق بالسلامة العامة، وهو ما يتطلب تطويرًا عاجلًا لشبكة الكهرباء لتوفير تيار مستقر وآمن يخدم احتياجات المواطنين اليومية.

وعلى صعيد آخر، ينتظر الأهالي بفارغ الصبر استكمال مشروع إدخال الغاز الطبيعي إلى الجهة البحرية من القرية، أسوةً بالجهة القبلية التي تم فيها رفع المقاسات، ولكن المشروع لا يزال معلقًا في انتظار التركيب. وهذه الخطوة التي طال انتظارها ستخفف العبء عن المواطنين الذين يعتمدون على أسطوانات البوتاجاز، والتي غالبًا ما تكون شحيحة أو مرتفعة التكلفة، مما يرهق الأسر البسيطة في معيشتها اليومية.

أما القطاع الصحي، فيعد أكثر المجالات التي تشكل معاناة حقيقية لأهالي جلبانة، حيث تم وضع القواعد الخرسانية لإنشاء وحدة صحية متكاملة، ولكن العمل توقف منذ فترة طويلة دون استكمال المشروع. في ظل غياب هذه الوحدة، يضطر الأهالي لقطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب وحدة صحية، وهو أمر يمثل مشقة كبيرة، خاصة للحالات الطارئة وكبار السن والأطفال.

ووسط هذه التحديات، يضع أهالي جلبانة آمالهم على الأستاذة حنان رفعت، رئيسة الوحدة المحلية للقرية، التي تولت المسؤولية حديثًا، ويأملون في أن تكون قادرة على دفع عجلة التنمية في القرية وحل المشكلات العالقة. وبالفعل، بدأت رئيسة الوحدة خطوات جادة لحصر المشكلات والعمل على حلها بالتنسيق مع الجهات المعنية، حيث يتطلع الأهالي إلى قرارات تنفيذية تعيد الحياة إلى مشاريعهم المتوقفة وتلبي احتياجاتهم الأساسية.

وتمثل قرية جلبانة إحدى القرى المستقبلية الواعدة في سيناء، لما تتمتع به من موقع جغرافي متميز، حيث تعد بوابة حيوية تربط القنطرة شرق بعدة مناطق استراتيجية، فضلًا عن امتلاكها مساحات زراعية شاسعة يمكن استثمارها في مشاريع زراعية كبرى، ما يجعلها نموذجًا للنهضة التنموية في سيناء. وقد شهدت القرية خلال السنوات الأخيرة تطورات ملحوظة في البنية التحتية، لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدعم الحكومي والاستثماري لتكون على قدر إمكانياتها الحقيقية.

ويعد تطوير جلبانة جزءًا أساسيًا من رؤية الدولة لتنمية سيناء، حيث تمثل القرى الحدودية نقطة ارتكاز في الاستراتيجية التنموية الشاملة. ومع الاهتمام المتزايد بتنمية شمال سيناء، يتطلع الأهالي إلى دعم أكبر في مجالات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والطرق، إلى جانب توفير خدمات أساسية مثل الصحة والتعليم، مما سيمكن القرية من التحول إلى نموذج ناجح للقرى الحديثة والمتطورة في سيناء.

ومما لا شك فيه أن المشكلات التي تعاني منها جلبانة ليست استثناءً، بل هي جزء من التحديات التي تواجه العديد من القرى المصرية، لكن الفارق هنا أن جلبانة تمتلك مقومات تجعلها مؤهلة لأن تكون نموذجًا رائدًا في تنمية الريف السيناوي. وما بين المشكلات الحالية والآمال التي يعلقها الأهالي على الأستاذة حنان رفعت، رئيسة القرية .يبقى الأمل قائمًا في أن تشهد القرية خطوات جادة على أرض الواقع، تعيد لها حقها في التنمية والخدمات الأساسية، وتمهد الطريق نحو مستقبل أفضل لأبنائها.
جلبانة ليست مجرد قرية على الخريطة، بل هي رمز لصمود أهل سيناء ورغبتهم في حياة كريمة، فهل يكون المستقبل قريبًا كما يحلمون؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن مدى تحقيق هذه الطموحات.