الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : فن قيادة العقول المبدعة... دكتورة جيهان القطان نموذجاً!!


مما لا شك فيه أن المهارات القيادية تعد عنصرًا أساسياً في جميع معادلات النجاح، إذ إن مهارات القيادة هي واحدة من أكثر المهارات الناعمة التي يوليها القادة اهتمامًا خاصًا ويبحثون عنها في المتقدمين للوظائف. باعتبار تلك المهارات يمكن أن يعول عليها في تنفيذ وتحقيق المستهدفات المرجوة
ولعلكم تتفقون معي أن القيادة في عالم اليوم أضحت أصعب من أي وقت مضى، ففي الماضي كانت العقول محدودة القدرات ، وكان تصنيف أعضاء فريق العمل مرتبط بمدي قدرة اعضائه علي تنفيذ الأوامر وعدم مخالفتها وفقط ، بغض النظر عن تحقيقه معدلات أداء وابتكارات وما غير ذلك من أطر الإنتاج الحديثة.
الآن أصبح الأمر مختلف تماماً ، فرق العمل أصبح كل أفرادها موهوبين ومتدثرين بإمكانات تقنية ، ودورات تنمية بشرية ، ولغات ، وخبرات متنوعة. ومتكاثرة ومتشعبة ، الأمر الذي يفرض ضرورة وجود قيادة قادرة علي التعامل مع تلك العقول بطريقة مناسبة ، وأيضاً بإمكانيات تجعلهم يحسون أن قائدهم كفء ، وأنه مستحق لتلك المكانة عن جدارة واستحقاق وليس بطريقة التحكم الوظيفي .
لذا فأنا دوما ما أقدر تلك الكفاءات القيادية واتلمسها واتابعها واعمل علي تسليط الضوء عليها وتوسيع نطاق العلم بها .
ولا أدعي أنني أمتلك حصر بكل القياديين العباقرة ، فالبلد مليء بعباقرة القيادية في معظم الوزرات والمؤسسات..
ولكن بين هؤلاء العباقرة أفراد يخطفون النظر بتميز ادائهم وقوة شخصيتهم وبكريزما مميزة . هؤلاء هم المعنيين باعجابي المسطرون في ذاكرتي!!
هؤلاء هم الذين لا يأتي لهم النجاح صدفة ، بل يسعون إليه ويأطرون له . العشوائية لا وجود لها في محيطهم. افراد فرقهم يعزفون لحنا إدارياً مكتوباً ومحفوظا و لايجوز الخروج عنه ، مع إفساح المجال لتقديم المقترحات لبحثها وإقرارها أولا ، ولايجوز البتة عمل شيء ولو كان صواباً دون طرحه ودراسته وإقراره ، ومن ثم تفعيله ، إيماناً بأن خطأ الفرد في تدبير أمور المجموعة خير من صواب المجموعة التي لا يقودها فرد!!
من خلال حراكي الصحفي قابلت نموذج مبدع يجسد الصورة المثلي للقائد الذي يمتلك استراتيجية عملية لقيادة العقول المبدعة.
قائد يمتلك مفردات وأطر وأساليب قيادة مختلفة عن الطرق التقليدية ، قائد عنده قدرة علي إستخدام الشغف والحب أكثر من إستخدام السلطة ، قائد عنده إذن لسماع مقترحات كل فرد من أفراد فريق العمل. يثمن الجيد منها ويوفر لها بيئة عمل مناسبة لطرح المبادرات وتنفيذ المقترحات .
قائد قلما سمعته يعطي أوامر لأنه وضع سياسات وأقنع بها فريق العمل ثم ترك لهم تنفيذها كما وضعت دون الخروج علي ادبياتها.
قائد يفرح بانتظام عقرب الأداء العملي علي بوصلة الإستراتيجية الموضوعة دون خلال او تراخي أو مغالاة !!
قائد يثيب المجتهد ويأخذ بيد المتكاسل لاكسابه لياقة الفريق البدنية والنفسية .أملا في الدخول ضمن تشكيلة الفريق .
قائد يعطي للفريق الحق في إتخاذ مايلزم من قرارات لا تخل بنظام الإستراتيجية الموضوعة قيد أنملة ، وذلك تفعيلا لروح القانون دون الاحتكام والتعويل علي حرفية النص .
قائد لا يدعي معرفة كل شيء ، وانما قادر على بناء استراتيجية موضوعة بدقة قادرة علي تنفيذ توجيهات أولي الأمر( الرئيس الأعلي) والتي بدورها تحقق مستهدفات الدولة الحالية والمستقبلية.
قائد لم يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، بل يعطي الفرصة لأعضاء الفريق كي يكبروا وينجحوا ويشيد بدورهم أمام السلطة الأعلي .
قائد فاهم لطبيعة عمله ويجيد التحدث عن مؤسسته بلغة رزينة تجبر من تتلي عليه أن يصدقها ويحترمها .
قائد عنده قدرة فائقة علي حسن التعامل مع الصراعات داخل الفريق ، لأن كل فرد من أفراد الفريق الموهوب اكيد عنده رأي مخالف لرأي زميله ، ومن الطبيعي يكون فيه اختلافات بينهم . من هنا تكمن أهمية القائد الذي يتصرف بذكاء في احتواء المشاكل الداخلية بمهارة في أقل وقت ، دون الدخول في حروب شخصية. ولا يترك الأمر إلا بعد الوصول إلي نقطة تلاقي بين الآراء المختلفة ويقنع بها الطرفان دون ضجيج أو ازدراء لأي رأي!!
قائد عنده القدرة علي بناء التحديات في محيط العمل ، مما يكون لها عظيم الأثر في إنتاج أفكار إبداعية .
قائد عنده توازن بين القيادة والتوجيه . دون استخدام التحكم المقيت أو التوبيخ الدائم ، قائد لا ينسي الثناء علي الجهود المبذولة والنتائج المحققة علي أرض الواقع .
قائد عنده ذكاء بنفس قدر المهارات الإدارية ، قائد يمتلك قدر هائل من المهارات الاجتماعية تجعله قادر على التواصل مع الآخرين وبناء علاقات إيجابية ، نتيجة ذكائه في فهم مشاعر الآخرين .
القائد الذي اعنيه وهو الملهم في كتابة هذه السطور البسيطة هو الدكتورة جيهان القطان مدير عام مكتب اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية تلكم الشخصية الثرية في كل النواحي الإجتماعية والإنسانية والإدارية ، والتي تقود فريق عمل موهوب ومبدع بكفاءة ومهارة فائقة تأهلها للاعتماد عليها في إدارة موقع بالغ الأهمية ، وازعم أن تلك المهارة ليست خفية علي أولي الأمر بوزارة التنمية المحلية ، ولا استبعد أن أراها قريباً في مكان ومكانة متقدمة .