د.كمال يونس يكتب: وحيدة مؤذية


أرجوك يادكتورة من فضلك فلتوافقي أكمالي معك بحثي للدراسات العليا تحت إشرافك، تعلمين أنني تقدمت بطلب لمجلس القسم كي ينقلوا تسجيلي تحت إشراف تلك الأستاذة الفظة قاسية القلب ، ووافق مجلس القسم فلقد تكرر ذلك من كثير من طلاب الدراسات العليا كما تعلمين مما اشتهر عنها ، وعطلتني كثيرا بعلل واهية ،حتى كدت أيأس وأترك الدراسات العليا بعدما لاقيته من شتى صنوف التعنت منها ، وانهمرت دموعها غزيرة ،ربتت عليها الدكتورة الشابة وسرحت بذاكرتها لتتذكر مواقف تلك الأستاذة السادية الحقودة ، وقد فعلت بها الأفاعيل لولا صبرها ، من أول تعيننها كمعيدة حتى حصولها على الدكتوراه ،بل وامتدت بأذاها لرفض بحوث ترقيتها لدرجة الأستاذية ،لم تدخر وسعا ولا وسيلة شر ولامكيدة لتعطيلها، لكنها الله سلمها لما رفض الشرفاء من أعضاء لجان الترقية ظلمها ومنحوها الترقية ، احتضنت الطالبة وقد تلاقت وامتزجت دموعهما ،طمأنتها قائلة فلتنسي مامضى ،هيها ربنا معنا ، ولم تمض بضعة شهور حتى أنجزت الطالبة رسالتها ،ناقشتها، نالت درجة ممتاز ، وسط تهليل المهنئين كانت تجلس الأستاذة الشريرة مترقبة مايحدث ، فاشلة في إخفاء مشاعرها لكأنما طحنت طاقم أسنانها غيظا وكمدا،لم يعرها أحد اهتماما،وخرجوا من القاعة وتركوها لكأن نجاة الصغيرة تردد على مسامعها أغنية وحيدة منسية لتسمعها وحيدة مؤذية .