د. كمال يونس يكتب: إضاءة على فن الأوبرا... أوبرا التليفون.. نصف ساعة من الجمال


قدمت فرقة أوبرا القاهرة على المسرح الصغير بدار الأوبرا بالقاهرة أوبرا التليفون تأليف النص ( الليبرتو) والموسيقى للموسيقار الإيطالى العالمى مينوتى إخراج د. حازم رشدي ،بيانو جريج مارتن، غناء السوبرانو سلمى الجبالي، والباريتون خالد سمير، تصميم ملابس هالة محمود ، إضاءة رضا إبراهيم ، ديكور أحمد زعفان، إدارة مسرحية غادة ياسين ، ماكياج أحمد فكري، جرافيك محمد عبد الرازق .
ولابد من توضح بعض المفاهيم عن فن الأوبرا ومصلحاته لتكون مدخلا راقيا للتعرف على ذلك العالم الساحر.
الكلمة الإنجليزية أوبرا هي اختصار للعبارة الإيطالية أوبرا في الموسيقى ("العمل في الموسيقى"). وهي تشير إلى عمل مسرحي يتكون من نص درامي( ليبراتو )، تم ضبطه على الموسيقى وتم عرضه على خشبة المسرح مع الديكور والأزياء والحركة. حيث تدعم الموسيقى وتكثف الكلمات والحركة لخلق نوع من التأثير العاطفي الأكبر مما يمكن أن تحققه الموسيقى أو الدراما بمفردها.
يعتبر فن الأوبرا إيطالي المنشأ ، مسرح ثري غنائي يتفرد متميزا بخائصه المميزة من حوارت مغناة بطبقات صوتية مختلفة ماب ين الأصوات الرجالية والأصوات النسائية على اختلاف نوعياتها ، وهو بوتقة ناتجة عن تناول نص أدبي شعري فن تشكيل جماليات الصورة المسرحية ( السينوغرافيا)، بما تحويه من "صوامت" الديكور ، الإضاءة الأزياء ، الإكسسوارات ، و "نواطق" الموسيقى ، الغناء ، المؤثرات الصوتية وحركات ( أداء الممثلين المغنيين ، رقصات الباليه .
المغني الأوبرالي:
لابد للمغني الأوبرالي أن يكون دارسا لعدة لغات يغني بها في لغة صحيحة خاصة بالغناء الأوبرالي للموسيقى والغناء والأداء التمثيلي بإجادة للتعامل مع الحركة على خشبة المسرح ، مع القدرة على إظهار تفاصيل الشخصيات من خلال الغناء والتمثيل بأحاسيسها ومشاعرها .
الغناء الأوبرالي:
يجب أن تكون الحروف الساكنة واضحة ومسموعة حتى يفهمها المغني. ولأن مغنيي الأوبرا لا يغنون باستخدام مكبرات الصوت، فيجب أن تكون نطقهم جيدًا بشكل خاص، يكمن التحدي في إنتاج حروف ساكنة واضحة وسريعة دون مقاطعة اتصال الحروف المتحركة (من خلال الزفير المتحكم فيه) داخل العبارة الموسيقية.
أنواع الأوبرات :
1. الأوبرا الجادة (أوبرا سيريا) تتناول مواضيع جادة وتاريخية.
2. الأوبرا الهزلية (أوبرا بوفا): متعددة المواضيع وما منها في الحياة اليومية. نشأ في إيطاليا في القرن الثامن عشر.
3. الأوبرا الكبرى: تتميز بالإنتاج والديكورات الفخمة، تخصصات ما هي أشياء على السيطرة أو ملحمية.
4. الأوبرا الكوميدية : تحتوي حوار محكي بين المناطق الغنائية.
5. الأوبرا الوطنية: تتناول مواضيع فلكلورية، تستخدم الموسيقى الشعبية.
6 . الأوبرا الحجرية: تتميز بحجمها الصغير، سواء من حيث عدد المؤدين أو الأوركسترا، ما تُعرض في أماكن صغيرة.
7. الأوبرا الحديثة أو التجريبية: تستخدم تقنيات وأساليب جديدة وغير تقليدية، مثل الموسيقى الإلكترونية أو التوزيع غير التقليدي للأدوار.
8. الأوبريت : أحدث وأقصر من الأوبرا، يحتوي على حوار محكي وأغاني جديدة.
أنواع الأصوات الأوبرالية :
تنقسم الأصوات النسائية إلى السوبرانو والميزو سوبرانو والكونترالتو، وعادة ما تكون السوبرانو أعلى أنواع الأصوات، تليها الميزو سوبرانو والكونترالتو.
تنقسم الأصوات الذكورية إلى أصوات مضادة، وأصوات تينور، وباريتون، وباريتون باس، وأصوات باس. ومثل أصوات الكونترالتو، فإن أصوات الكاونترتينور الحقيقية نادرة جدًا. وعادة ما يكون صوت التينور هو أعلى أنواع الأصوات، يليه الباريتون، والباس باريتون، والباس. ويمكن لأصوات الباس والباريتون أحيانًا غناء نفس المجموعة، طالما أن لديهم القدرة على الوصول إلى الجزء المقابل من سجلهم.
كارلو مينوتي
ملحن كاتب النصوص مخرج الكاتب المسرحي،كتب مينوتي نصوص جميع أوبراته البالغ عددها 25 أوبرا، كتب أوبرا عيد الميلاد الكلاسيكية Amahl and the Night Visitors (1951)، إلى جانب أكثر من عشرين أوبرا أخرى تهدف إلى جذب الذوق الشعبي، تمتعت العديد من أوبرا مينوتي بعروض ناجحة على برودواي ، بما في ذلك عملين حائزين على جائزة بوليتسر ، The Consul (1950) و The Saint of Bleecker Street (1955). بينما استخدمت جميع أعماله نصوصًا باللغة الإنجليزية، فإن ثلاثًا من أوبراته كان لها أيضًا نصوص باللغة الإيطالية كتبها الملحن: Amelia Goes to the Ball (1937)، و The Island God (1942)، و The Last Savage (1963). أسس مهرجان دي ديو موندي (مهرجان العالمين) في سبوليتو عام 1958 ونظيره الأمريكي، مهرجان سبوليتو في الولايات المتحدة الأمريكية ، عام 1977. وفي عام 1986 بدأ مهرجان سبوليتو في ملبورن في أستراليا، لكنه انسحب بعد ثلاث سنوات.
كتب مينوتي أيضًا موسيقى للعديد من الباليه، والعديد من الأعمال الكورالية، والموسيقى الحجرة ، والموسيقى الأوركسترالية من مختلف الأنواع بما في ذلك السيمفونية ، والمسرحيات. ومن بين هذه الأعمال البارزة كانتاته وفاة أسقف برينديزي ، التي كتبها في عام 1963، وكانتاته المناظر الطبيعية والذكريات في عام 1976 - وهو عمل وصفي لذكريات مينوتي عن أمريكا كتبه بمناسبة الذكرى المئوية الثانية للولايات المتحدة . ومن الجدير بالذكر أيضًا قداس صغير كلف به أبرشية بالتيمور الكاثوليكية الرومانية ، بعنوان قداس للطقوس الإنجليزية المعاصرة .
قام مينوتي بتدريس التأليف الموسيقي في هيئة تدريس معهد كورتيس للموسيقى من عام 1948 إلى عام 1955. كما عمل كمدير فني لمسرح أوبرا روما من عام 1992 إلى عام 1994، وأخرج أوبرا بشكل دوري لمنظمات بارزة مثل مهرجان سالزبورغ ودار الأوبرا في فيينا .
أوبرا "التليفون" هي أوبرا واقعية أمريكية قصيرة من فصل واحد للمؤلف الموسيقي جيان كارلو مينوتي تم عرضها لأول مرة في عام 1947،من نوعية أوبرا الحجرة، ثنائية الأداء( ديودراما أوبرالية ) يؤديها اثنان غالبا بمصاحبة البيانو، غالبا بالبيانو ، أو فرقة موسيقية عدد عازفيها 10 إلي 12عازفا.
قائمة أعمال مينوتي
موت بييرو (1922)
حورية البحر الصغيرة (1923، مفقودة)
أميليا تذهب إلى الحفلة ( أميليا في الحفلة ) (1937)
العجوز واللص ، أوبرا إذاعية (1939)
إله الجزيرة (1942)
الوسيط (1946)
الهاتف أو الحب الثلاثي (1947)
القنصل (1950)
أماهل وزوار الليل ، أوبرا تلفزيونية (1951)
قديس شارع بليكر (1954)
ماريا جولوفين (1958)
المتاهة ، أوبرا تلفزيونية (1963)
الوحشي الأخير (1963)
كذبة مارتن (1964)
النجدة، النجدة، غلوبولينكس! (1968)
الرجل الأكثر أهمية (1971)
تامو تامو (1973)
البيضة (1976)
البطل (1976)
محاكمة الغجرية (1978)
تشيب وكلبه ، بتكليف من CCOC (1979)
المجنون (1979)
عروس من بلوتو (1982)
الصبي الذي كبر بسرعة كبيرة (1982)
جويا (1986)، مع بلاسيدو دومينغو في الدور الرئيسي
يوم الزفاف ( جيورنو دي نوزي ) (1988)
الطفل المغني (1993)
أعمال أخرى
رعوي ورقص للأوتار والبيانو (1934)
سيباستيان ، باليه (1944)
كونشيرتو البيانو (1945)
مهمة في المتاهة ، باليه (1947)
قصيدة سيمفونية بعنوان "نهاية العالم" (1951)
كونشيرتو الكمان (1952)
ريسيركاري وتوكاتا على موضوع من فيلم "الخادمة العجوز واللص" (1953)
وحيد القرن، والغورغون، والمانتكور (1956)، حكاية مادريجالية للجوقة، والآلات الموسيقية، والراقصين
وفاة أسقف برينديزي (1963)
كانتي ديلا لونتانانزا للصوت والبيانو (1961)
كونشيرتو ثلاثي (1969)
جناح لتشيلوين وبيانو (1973)
فانتازيا للتشيلو والأوركسترا (1975)
السيمفونية رقم 1، هالسيون (1976)
المناظر الطبيعية والذكريات (1977)
كانتيلينا وشيرزو للقيثارة ورباعية الأوتار (1977)
قداس "Missa 'O Pulchritudo' (1979) مع النص المدرج
أنين، تأوهات، صراخ وتنهدات (ملحن في العمل) ، AATBBB، كابيلا (1981)
Muero porque no muero ، كانتاتا للقديسة تريزا (1982)
نوتيرن للسوبرانو ورباعية الأوتار والقيثارة (1982)
خمس أغاني للصوت والبيانو (1983)
كونشيرتو الكونتراباس (1983)
عيد ميلادي ، للجوقة والأوركسترا (1987)
من أجل موت أورفيوس (1990)، كانتاتا للتينور والجوقة والأوركسترا
يا لها من حب حي (1991)
ثلاثي للكمان والكلارينيت والبيانو (1996)
صلاة يعقوب (1997)
*ملامح أعمال مينوتي ( 1911- 2007)
كان جيان كارلو مينوتي (من مواليد 7 يوليو 1911، كاديجليانو، إيطاليا - توفي 1 فبراير 2007، موناكو) ملحنًا إيطاليًا، اكتسبت أوبراته شهرة أوسع من أي أوبرا أخرى في عصرها، - تأثر مينوتتى بالعروض التي أرتادها أثناء دراسته في أوروبا وظل متأثر بها في مؤلفاته بالرغم من جرأتها وحداثتها في الوليات المتحدة الأمريكية .. تمثل أوبراته الواقعية مزيجًا ناجحًا من المواقف الدرامية في القرن العشرين مع الشكل التقليدي للأوبرا الإيطالية، استخدم مينوتي التناغمات التقليدية إلى حد كبير، ولجأ في بعض الأحيان إلى التنافر والتعدد في النغمات لزيادة التأثير الدرامي.
-استخدم موازير مسترسلة بدون ميزان، وضع المصاحبة بحيث تشارك الغناء وتعارضه في أحيان أخرى
-الغناء بدون مصاحبة كما وضع أغاني منفردة وثنائية واستخدم الحوار الكلامي بل استخدم الصمت .
-- تقليصه زمن العرض لحوالي أقل من ثلث وقت مؤلفات الأوبرا الكلاسيكية أو الرومانتيكية حوالى نصف ساعة
- اتسمت أعمال مينوتى بالواقعية الطبيعية الموضوعية.
- عصرية بعيدة عن الأحداث التاريخية.
- قصصها بأحداثها المعاصرة مستمدة من واقع الحياة اليومية ، والتي تدور في الأماكن المألوفة والمعتادة في المجتمعات المعاصرة.
- استخدام الملابس العصرية بطبيعة استخدامها في الواقع.
د. حازم رشدي
مخرج أوبرا التليفون يعمل أستاذا بالمعهد العالي للباليه بأكاديمية الفنون، حائز على جائزة المجلس الأعلى للثقافة مسابقة مدحت عاصم لتصميم ولإخراج الباليه عام 1996 ، حاز على جائزة الدولة للإبداع الفني بايطاليا للإخراج الأوبرالى عام 2004 – 2005 ، وفور عودته من إيطاليا انضم لفرقة أوبرا القاهرة بمجموعة الإخراج عام 2006.
شارك وساعد فى العديد من الأعمال للمعهد الباليه منها مهرجان اجرينيو باليونان 2003 في اليونان
-شارك كمخرج مساعد في معظم عروض فرقة أوبرا القاهرة مثل أوبرات ( عايدة – الناى السحري – لاكميه – الأرملة الطروب – دون جيوفاني – زواج فيجارو – توسكا – الأمبرزاريو – أكسير الحب – الشهامة الريفية – المهرجون – كارمن - الحفل التنكري – ريجوليتو ) على مسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية واوبرا اسكندرية ومسرح الصوت والضوء بالهرم .
-كما شارك فى معظم حفلات المعهد العالي للباليه بدار الأوبرا المصرية ومسرح سيد درويش الهرم ومسرح الجمهورية والمركز الثقافي الروسي ومكتبة إسكندرية بعمل الإعداد الموسيقى ومونتاج للصوت والإضاءة لبعض عروض الباليه منها من سنه 2002 وحتى الآن .( باليه مصر الحضارة – باليه الفاتنات السبع – باليه دكتور أنا مريض – باليه كسارة البندق – باليه دون كيشوت – باليه سندريلا – باليه القرصان ) .
-قام بإخراج مشاريع عروض على مسارح أكاديمية الفنون ( معهد الفنون المسرحية ومسرح سيد درويش ) منها : أوبرا " هكذا يفعلن جميعا " ، اوبريت " قسم وارزاق " ، اوبرا " اور فيو واوریدتش " و ميوزيكال " الطائر الأزرق " .
- عمل مساعدا مع مخرجين مصريين وعالميين في الأعمال الأوبرالية أمثال: د عبد المنعم كامل (مصر)، وليد عوني ( لبنان ) ، د.عبد الله سعد ( مصر) ، و موريتسيو دي ماتيا ((إيطاليا)، ايا تولبو (فنلندا)، جون لوی بیشون (فرنسا) كيارا بافوني (إيطاليا)، ومايكل باركس ماسترسون (أمريكا.(
تمثل نوعية أوبرا التليفون الواقعية نقلة ونقطة فارقة في تاريخ فن الأوبرا إذ أنه بعد أن حقق الشعب الأمريكي الاستقرار والشعور بذاته بعد استقرار الدولة بعد انتهاء الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب (1861 1865)، بدأ رحلة البحث عن الخروج من التبعية الموسيقية الأوربية وإيجاد شخصية وهوية موسيقية أمريكية ذات جذور موسيقاهم البدائية حيث نضجت الحياة الموسيقية في أمريكا ،اتسعت القاعدة الشعبية الجماهرية في تذوق الغناء الكورالي و الأغاني الدينية، وانتشرت التقاليد الأوركسترالية والأوبرالية، والعروض الموسيقية.
تتميز أوبرا "التليفون" بحدودها الكوميديا الخفيفة، وتعتبر مثالاً على الكوميديا في الأوبرا. الموسيقى التصويرية الحديثة والظريف للأحداث، وتستخدم بشكل ذكي لتصوير الشخصيات التفاعلية مع التكنولوجيا في ذلك الوقت، أي هاتف.
يعتبر "التليفون" واحدًا من الأعمال التي تسلط الضوء على قدرة مينوتي على دمج عناصر الكوميديا الاجتماعية في الأوبرا. كما أنها تعتبر بداية اجتماعية وتكنولوجية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث أصبح الهاتف جزءاً أساسياً من الحياة اليومية.
، كتبت وتؤدي باللغة الإنجليزية ،تدور الأحداث في حديقة منزل لوسي حيث يدخل عليها بن ليعطيها هدية فتقبلها منه وتبدى إعجابها بها وما أن يدير ظهره تلقيها على الأرض ، يدرك ذلك فيلتقط الهدية في آسى ، ويخبرها بان لديه ما يريد إخبارها به ،ويحذرها من أنه سيضطر للرحيل بعد ساعة ، وعندما يبدأ بن في الحديث عن حبه لها يقطع رنين جرس التليفون الحديث ، وتشتغل لوسي بحديثها التليفوني عن بن ،وعندما تنتهي المكالمة التليفونية ويستعد بن لاستئناف حديثه، ومكاشفة لوسي بغرامه يدق جرس التليفون من جديد ،وتدور محادثه بين لوسي وأحد أصدقائها ويدعى جورج ،وتنتهي المكالمة ببكاء لوسي ،وتوجهها لإحضار منديل ويبقى بن بمفرده وتراوده فكرة قطع الاتصال ،ولكن يمنعه من التنفيذ رنين التليفون مرة أخرى، وعودة لوسي لإتمام المكالمة التليفونية ، يحاول بن الحديث معه ولكن دون جدوى، وترجوه لوسي تأجيل الحديث إلى ما بعد المكالمة التليفونية مع صديقتها باميلا لتخبرها بمحتوى حديث جورج ، وشعر بن بأن التليفون سيحول بينه وبين مواصلة الحديث مع لوسي ويغادر المنزل، من جانب المسرح يظهر بن وهو يتحدث من إحدى التليفونات العامة، ويسمع رنين التليفون ويتضح أن المتحدث هو بن ،وهو يطلب منها الموافقة على الزواج منها ،وتقبل لوسي الزواج بشرط واحد ألا ينسى رقم تليفونها.
في ظل إضاءة منضبطة ديكور العرض الحديقة الأمامية للمنزل بمفرداتها والمنزل بخلفيتها مثل حلا إخراجيا للعرض بدلا من تحدث البطلة بالتليفون في غرفتها المحدودة ، وساعد في تسهيل المشهد الأخير حيث كابينة التليفون على الشارع وسهولة دخول البطل للحديقة في نهاية المسرحية ، ولقد تحقق لبطلي العرض السوبرانو سلمى الجبالي والباريتون خالد سمير أداء مميزا راقيا محترفا حيث استطاعا الغناء بلغة صحيحة تجسد المشاعر كما هو المفترض مع إجادة التمثيل والغناء بقدرة فائقة أبرزت تفاصيل الشخصيات بأحاسيسها ومشاعرها وحركاتها .
تحقق للعرض إيقاعا ساخنا وتفاعلا مع الأحداث ما بين توتر ،ترقب، وتعاطف مع بن ، وتمني انتباه لوسي لمشاعره ، ويكفي الغناء الحي بدون مايكات مما اعطي حيوية وجمالا للعرض ،يحسب للمخرج جعل دخول بن العرض من وسط الجمهور ، وخروجه يائسا ضاجرا متوجها لكابينة التليفون من على المسرح للصالة ثم الكابينة ، ومن أقوى مشاهد العرض غناء سلوي في مقدمة المسرح وبن في الصالة وكل يبث مشاعره ، أي كل يغني على ليلاه ، إخراج سلس من خلال سينوغرافيا ( صورة مسرحية) مبهجة ككل تتناسب وموضوع العرض ، بيد أن هناك بعض الملاحظات التي جب وضعها في الحسبان عن عرض أوبرا التليفون في مرات قادمة ، منها لا حاجة لرأس الأسد سواء أكان ماسك أم تمثالا ، حذف شخصية الجنايني فلقد شغل الخلفية بتواجده وحركته مما يؤثر إلى حد ما على متابعة الحدث ، الأشياء الموضوعة على الترابيزة بالحديقة كانت كثيرة يجب تقليلها، محاولة قطع سلك التليفون بمقص الجنايني ،عرائس القفازات .
أوبرا التليفون تؤكد على شموخ وعظمة دار الأوبرا المصرية وحفاظها على مكانتها وضجها الدائم والدفع بنجوم واعدين مبشرين من مخرجين د.حازم رشدي ، السوبرانو سلمى الجبالي ، والتينور خالد سمير ، لتتواصل أجيال المبدعين مع الأساتذة الذين أرسوا قواعد مجدها ، لتؤكد دار الأوبرا المصرية استحقاقها لعلامة الجودة الفنية .