الأحد 23 فبراير 2025 11:36 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : التعليم .. فى انتكاسة !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

اختيار وزير التعليم الحالى يثير كثيرا من الشكوك حول أهداف الدولة للنهضة بالشعب والمنافسة على المستقبل، لعدم توافر الحد الأدنى من صلاحية إدارة وزارة حساسة جدا تجاه كل بيت فى مصر، ولتحقيق أحلام المواطن فى نهضة مصر، وتبدأ بنكبة اكتشاف الشهادات المزورة للوزير، وتظهر واضحة فى فرض قرارات تخريب التعليم، كما يجمع الخبراء والمختصون، بدمج بعض مواد وإلغاء مواد فى عشوائية غير مسبوقة لا تصدر إلا مممن يجهل أسس العملية التعليمية، بشعار التخفيف عن الطلاب ويضر بمستواهم العلمى والتعليمي محليا وعالمبا لتزيد الطين بعد أن أصبحنا فى مؤخرة العالم، وبقرارات عشوائية تهمش موادا دراسية أوبدمجها أو إلغائها، وتظهر فى عزوف طلاب أقسام اللغات الأجنبية التانية، فأغلقت اقسامها في معظم الجامعات،وتحويل نحو 80 ألف معلم خبير للبطالة عمليا، وقتل تخصصاتهم المهمة فى تكوين القوام العلمى والثقافى للطالب، وتخريج جيل جاهل مدمر بمسمى التخفيف عن الطلاب، فضلا عن إغلاق الأمل أمام عشرات الآلاف من خريج اللغات الثانية، مما يقلل من فرصهم للالتحاق بعمل متميز مثل السفارات والمطارات والخارجية والسياحة فى بلد يعتمد عليها، بينما حرص على استمرار هذه اللغات بالمدارس الدولية والخاصة، فيشعر ابن المواطن البسيط بالدونية فى تعامل الدولة، التى تحرص على النهوض بأبناء الأغنياء وهضم الآخرين، باغتيال تكافؤ الفرص والمساواة، حسب الدستور، ونتيجة هذه السياسة ضياع الجيل وولاءه للوطن حتما، وإنكار كوادر المعلمين وأساتذة الجامعات وخريجي اقسام اللغات التانية، ويسمح بتخريج جيل يعانى الظلم والجهل ناقم على بلده، فضلا عن التعنت فى تشغيل معلمين جدد مع العجز الشديد بالمدارس، مما يجعل العام الدراسى تمثيلية بلا تعليم، فإن معظم مدارس الحكومة يجرى العمل فيها بجدول وهمى أو بحصص فارغة، وبالتالى تغيب جودة التعليم، أداة التقدم والتنافس العالمى، ونرى الكارثة التى لا تستند إلى خبراء أو علم بقرار فردى بإلغاء مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء بالصف الأول الثانوى لمادة مجمعة مثل "الجنين المشوه" لاتفيد الطالب للدراسة لاحقا بالجامعة، وكذا الحال بعلم النفس والاجتماع التى تشكل القيم النفسية والاجتماعية.. ونجد أن جولات الوزير تركز على شكليات لا علاقة لها بأسس الشرح والتعليم مثل "التقييمات الفارغة" التى تبدد الحصة والشرح, ويكشف عن قدرات غير تربوية أو تعليمية بإصدار قرارات عبثية.. هل هذا عقاب للشعب أو استهانة بمستقبله؟! نحتاج إعادة نظر فيما يحدث فى التعليم، وإلا استمرت النكسة غير المسبوقة..!