الإثنين 24 فبراير 2025 07:14 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : بعد انهياره ..من ينقذ التعليم ؟!

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

بات من المؤكد أن التعليم انهار بفعل فاعل، وأصبحت المدرسة خارج النموذج التعليمى المطلوب لبناء المجتمع والبلد، بدءا من عجز المدرسين، وغياب الأنشطة التى تشكل شخصية الطالب وثقافته، وسيطرة تعليم الشارع (الدروس الخصوصية) وإلحاق مدرسين بالحصة ( على كف عفريت) واستمرار اعتماد "فنكوش التابلت" لتبديد المليارات دون محاسبة، وامتحانات (حادى بادى) النجاح بالغش أو المصادفة، ممايدل على أن القائمين على التعليم لا علاقة لهم تماما أو غير أمناء، وبمثال وزير التعليم الذى يزور اليابان الآن فى مقابلة وزير الخارجية ومسئولين ونواب لا علاقة لهم بالتعليم، بينما كل أداء التعليم اليابانى منشور فى كل مكان، ولكنه التبديد لأموال الشعب دون رقابة أو حساب، فالمسئول فى بلدنا فوق الحساب دائما مهما خرب فيها.لأنهم يعتبرون المناصب ملاكى! ما التطوير إذا لم يكن لديك مدرس أو فصل، إلا أن نكون مهرجين أو شيئا آخر غير التعليم. كما المدارس الأجنبية فى مصر التى تهدم الدين والقومية وتتلاشى التاريخ واللغة القومية، فالمدرسة يفترض فيها صناعة جيل وطنى متدين يدين بالولاء لبلده، وفى تعليمه تكون الأولوية للغته القومية على الأجنبية التى يتفاخر بها المعتوهون الآن للأسف، فليس فى بلد محترم ما تفضله على لغتها، مع عجز فاضح وإدارة أسوأ للتعليم المصرى لغياب الخبرات أو قتلها عمدا، ويأتى السئ بالأسوأ عادة حتى فقدنا الثقة فى العملية كلها.. كما أن تشغيل معلم بالحصة يعنى أنك تحتاجه (600 ألف معلم) وفى نفس الوقت ترفض تعيينه غباء مستحكما، وتحرمه حقه على وطنه وتستهلك مستقبله وأسرته بملاليم وقتية ظلما وعدوانا، مما خلق نوعا من التفسخ الاجتماعى الذى لم تشهده مصر من قبل أو لدولة منهارة، يتوازى مع قتل جيل كامل من شباب المعلمين بالشارع..ولا أجد أملا الآن إلا فى مجلس الأمناء بالمدارس، والمفترض أن له دورا فى إنقاذ التعليم والطلاب، بتولى مراقبة كل أمور المدرسة ولو ببعض التبرعات الداخلية أو رجال أعمال، أو بتطبيق التعليم التعاونى، بدفع مبلغ مساهمة التقديم بالمدرسة لضمان جودة التعليم، يسترده ولى الأمر مع نهاية المرحلة ، وإحياء كل الأنشطة الفاعلة للنهوض بالطالب وطنيا واجتماعيا، والتركيز عليها لخلق مواطن صالح موهوب مثقف، لايعتمد على متون الكتاب فقط، وكذلك المشاركة فى اختيار وتزكية العناصر النشطة من القيادات ذات الخبرة فى إدارة المدرسة وإيقاف المهازل الحالية، وإعادة الحياة بالتعليم، بل ويمكن التعاقد مع شباب المعلمين بالتنسيق مع المديرية.. إن الاستمرار فيما يحدث الآن تعنى أن اليأس يسيطر على التعليم بل على حياتنا، فنصنع جيلا مشوه الفكر والدين والأخلاق فاقدا للهوية...هل من مجيب بمبادرات لو فردية.. أمام تلك الجريمة ؟!، أم نبقى أمواتا أو شبه أحياء..وهو الواقع المؤلم للأسف !