الثلاثاء 25 فبراير 2025 06:02 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : الزبادي يقي من خطر سرطان القولون والمستقيم

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

يعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكبر انواع السرطان شيوعاً في جميع أنحاء العالم حيث يمثل أكثر من 10% في جميع تشخيصات السرطان في العالم بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية ، تمثل عوامل نمط الحياة مثل التدخين وقلة الحركة أو النشاط البدني والاصابة بالسمنة وتناول الكحول بإفراط وايضا تناول كميات كبيرة من اللحوم المصنعة جميعا تمثل خطورة كبيرة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. في المقابل يقل خطر الإصابة عند اتباع نظام غذائي غني بالألياف والفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والكالسيوم ومنتجات الألبان.

الزبادي الطبيعي يحتوي الكثير من العناصر الغذائية منها الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم. وفيتامين أ، وفيتامين ب2 وب12 والبروتين والاحماض الدهنية الأساسية ، كما أنه مصدر جيد للبروبيوتك وهي سلالات حية من البكتريا، لذا فإن الزبادي يحمي من العديد من أنواع الأمراض ويقلل من خطر سرطان القولون والمستقيم ، كما أنه ومنتجات الحليب المخمر الأخري مفيدة لصحة الجهاز الهضمي، وهذا ما كشفت عنه دراسة جديدة أجراها باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام بريجهام ونشرت مؤخرا في مجلة Gut Microbes ، حيث وجدوا أن استهلاك الزبادي بانتظام وبمرور الوقت أي طويل الأمد لوجبتين أو أكثر أسبوعياً يحمي من سرطان القولون والمستقيم. تأثير الزبادي المضاد للسرطان سبب ما يحدثه من تغيير مفيد في ميكروبيوم الأمعاء، حيث يؤثر في نوع من البكتريا يسمي بيفيدوباكتيريوم Bifidobacterium وهي نوع بكتيري موجود في الزبادي وايضا في ميكروبيوم أمعاء الإنسان ، تمثل تلك البكتريا حوالي 30% من مرضى سرطان القولون والمستقيم حيث تم رصدها في أنسجة الورم لدى هؤلاء المرضى وتتمثل أهميتها في الزبادي في أنها تنتج أحماض دهنية قصيرة السلسلة SCFA في الأمعاء ولها خصائص مضادة للسرطان من خلال تأثيرها المضاد للأكسدة والالتهابات ومعززة للمناعة.

كما وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يستهلكون حصتين أو أكثر من الزبادي أسبوعياً كان لديهم معدل أقل بنسبة 20% من أورام الأمعاء الإيجابية لبكتريا بيفيدوباكتيريوم، ويشير البحث إلي أن هذه البكتريا الموجودة في أنسجة الورم الإيجابية لبيفيدوباكتيريوم تعمل على تحسين الحاجز المعوي عن طريق تقليل البروتينات الالتهابية الضارة مثل عامل نخر necrosis الورم والانترلوكين 6، من ثم يساعد الزبادي في تقوية الحاجز المعوي ودعم دور بكتريا بفيدوباكتيريوم المفيد في قمع نمو الورم الإيجابية لبيفيدوباكتيريوم بدلاً من قمع البكتريا نفسها.

يحتوي الزبادي أيضا على سلالات حية من البكتريا لاكتوباسيللس وستربتوكوكس وتعملان على تخمير الحليب لتكوين الزبادي ، وعند إضافة سلالات مفيدة أخري للزبادي يطلق عليه البروبيوتك ، والذي يعزز جهاز المناعة ويحسن من صحة الأمعاء ويقلل من هشاشة العظام ومرض السكر من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية وضغط الدم المرتفع إضافة لما ذكرناه من أنه يقلل من خطر سرطان القولون والمستقيم. توجد أطعمة أخرى مخمرة مثل كفير جوز الهند والكيمتشي والملفوف المخلل والميسو، تلك الأطعمة تحتوي على البروبيوتك والتي تدعم ميكروبيوم الأمعاء الصحي.

مع اقتراب نسائم شهر رمضان المبارك فإن للزبادي أهمية كبيرة مع وجبة السحور وهو تقليد يتبعه الكثير ومعروف أنه يفيد الصحة، ونظرا لأهمية السحور للصائمين حيث البركة في الصحة والعيش، كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : تسحروا فإن في السحور بركة. جعله الله شهر مبارك وكل عام وانتم جميعا بخير.