الإثنين 10 مارس 2025 04:13 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الفنان المخرج محمد عبد الهادي يرصد حال الدراما في مصر الآن : نقول كمان .. كلاكيت ثالث مرة

الفنان المخرج محمد عبد الهادي
الفنان المخرج محمد عبد الهادي

هذه شهادتي للتاريخ ، وإن كنت اشك أن لها قيمة ..
مفيش معلم ( تنطق بالعامية ) بحق إلا اذا كان صبي في يوم ما ، فالصبي مشروع معلم ..
كان كل القائمين علي الدراما في مصر فيما مضي من الزمن ، من مخرجين وكتاب ومصورين وممثلين وغيرهم ، صبيان صغار لمعلمين كبار ، تربوا علي أيديهم وتشربوا المهنة وعرفوا أصولها وقيمها واخلاقها والتزموا بها وأصبحوا بعد ذلك معلمين كبار بدورهم ..
حتي جاء زمننا هذا حيث انقطع فيه هذا التواصل بين الاجيال ، فساد الساحة معلمين زائفين لم يكونوا في يوم ما صبيانا لأحد المعلمين ، فخرجوا عن أصول المهنة وعن قيمها وأخلاقها وقبلوا بما لا يقبل به المعلمين الحقيقين ..
يدعون أنهم معلمين كبار ، ولكنهم نبت شيطاني بلا جذور ، خضعوا طائعين لشروط المنتج الذي يسعي للربح ، ففقدت الدراما علي أيديهم ، أهم أدوارها وهو تنمية الوعي الإنساني ، ان تقود لا أن تقاد ..
اما المعلمين الحقيقين الذين كانوا بالفعل صبيانا صغار ، فقد اجبروا علي الصمت والتنحي جانبا لا لشئ سوي انهم لم يقبلوا بشروط سوق الإنتاج الجديدة..
يسري نصر الله ومجدي أحمد علي وعماد البهات ومحمد ياسين وسعد هنداوي ومحمد مصطفي وكاملة ابو ذكري وهالة خليل وغيرهم كثيرون من ممثلين موهوبين بالفعل وكتاب سيناريو ومديري تصوير ومهندسي ديكور .. !!
ولأن النجم هو من يجلب النقود إلي جيب المنتج .. ساد النجم وتسيد علي الجميع ، وفرض شروطه وصادر الدراما لحسابه الشخصي ، أيا كان مقدار موهبته وثقافته ، والتي هي في الغالب محدودة ، فأصبح هو من يختار المؤلف ويختار المخرج والمنتج وحتي الممثلين .. !!
والأخطر من كل هذا أن اعتاد الجمهور علي هذا القبح ، ولم يعد يتذوق ما هو جميل بالفعل ..
يكفي هذا رغم انه لازالت هناك مرارة في القلب ..

الفنان المخرج محمد عبد الهادي حال الدراما في مصر الآن الجارديان المصرية