الإثنين 10 مارس 2025 06:30 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

شحاتة زكريا يكتب : الدبلوماسية المصرية.. رؤية ثابتة في عالم متغير

الكاتب الكبير شحاتة زكريا
الكاتب الكبير شحاتة زكريا

في خضم التحولات العالمية والتحديات المتسارعة تواصل مصر نهجها الدبلوماسي القائم على التوازن والحكمة مدافعة عن مصالحها الوطنية بروح ثابتة لا تنحرف عن ثوابتها. لم تكن السياسة الخارجية المصرية يوما رد فعل للأحداث بل كانت دائما مبادرة تسعى إلى الاستقرار الإقليمي وتعزيز الشراكات الدولية ، وفق رؤية واضحة تدعم الأمن القومي وتكرس مكانة مصر كلاعب محوري في الساحة الدولية.

منذ تولي السفير بدر عبد العاطي منصب وزير الخارجية تعززت الجهود الدبلوماسية المصرية في مختلف القضايا الاستراتيجية حيث كان التحرك المصري فاعلا ومدروسا في ملفات معقدة كقضية سد النهضة والصراع الفلسطيني إضافة إلى الدور المصري في استقرار السودان وليبيا كان الموقف المصري تجاه سد النهضة حازما ، رافضا أي مساس بحقوق مصر المائية ومؤكدا على أن التعاون هو الطريق الأمثل ولكن دون المساس بالحقوق التاريخية. وعلى الساحة الفلسطينية لعبت مصر دور الوسيط القوي ، الذي يسعى لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومنع أي محاولات لفرض واقع جديد على الأرض.

في إطار العلاقات الدولية انتهجت مصر سياسة متوازنة، حيث انفتحت على مختلف القوى الكبرى ، رافضة أن تكون طرفا في استقطابات دولية لا تخدم مصالحها. كانت القاهرة تدير علاقاتها مع واشنطن وموسكو وبكين وأوروبا بروح التعاون المتبادل مع الحفاظ على استقلالية القرار الوطني بعيدًا عن أي ضغوط خارجية.

لم يكن البرلمان المصري بعيدا عن المشهد الدبلوماسي ، حيث قامت لجنة العلاقات الخارجية بدور داعم للحراك السياسي من خلال التواصل مع برلمانات العالم وتصحيح أي صور مغلوطة عن الواقع المصري خاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان وأوضاع المصريين في الخارج. كان هذا التعاون بين الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية عنصرا مهما في بناء صورة متكاملة لمصر على الساحة الدولية.

استمرت مصر في تقديم نفسها كصوت للعقل في منطقة تموج بالأزمات ، واضعةً نصب أعينها الحفاظ على الأمن القومي، ودعم الاستقرار الإقليمي وعدم الانجراف وراء أي تحركات قد تضر بمصالحها العليا. ومع استمرار المتغيرات الدولية يبقى الثابت الوحيد في السياسة الخارجية المصرية هو التمسك بالحقوق والسعي إلى حلول عادلة والانفتاح على الحوار القائم على المصالح المشتركة.