الثلاثاء 25 مارس 2025 03:10 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور فتحي الشرقاوي يكتب : ابن مين في مصر

دكتور فتحي الشرقاوي
دكتور فتحي الشرقاوي

في الوقت الذي تتحرك فيه القيادة السياسية في أعلى قمتها استجابة لنصرة المنطق ومحاولة تعديل مسار الانحراف الدرامي
،الذي ابتلينا به منذ فترة ليست بالقصيرة وتحقيقا لنبض الشارع في ضرورة تحجيم تلك الاثار السلبية المجتمعية المرتبطة بتقديم بعض الأعمال الدرامية بما تبثه من مظاهر البلطجه والعنف والانحراف بكافة أشكال الاسفاف والتي نالت بالقطع من اتجاهات وقيم ومعتقدات العديد من المصريين بعامه والشباب والمراهقين منهم بخاصة وفي الوقت الذي تتحرك فيه السلطة التنفيذية ( رئيس الحكومة) بجملة قرارات اجرائية تستهدف الإصلاح والتقويم وايجاد خارطة طريق تستهدف الاصلاح ، فجأة نجد صوتا منا ومن داخل مجتمعنا ومحسوب علينا ، صوتا مغايرا لذلك التوجهه السياسي المجتمعي بل يمثل تحديا صارخا وسافرا لها و لنبض الرأي العام، حيث يطالعنا عمرو أديب من خلال برنامجه ذائع الانتشار والذي يبث من الأراضي المصرية وتحت الإشراف المصري، بأن ذلك التوجيه غير مقبول ولا محمود معلقا في هذا الصدد من خلال تغريدة له عبر حسابه بمنصة «إكس«تابعت محاولات البعض بشكل واضح إلصاق تهمة انهيار الدراما إلى إم بى سي مصر، وكأن المشكلة المثارة سببها محطة بعينها وإنتاج معين»
وأضاف مقدم برنامج «الحكاية» عبر قناة mbc مصر: «طريقة التخلص من المشكلة بإلقائها على طرف تانى أو تالت لن تحل الأمور ولن تطور أبدًا صناعة الدراما كما تعجبت من أخبار سحب المعلنين لإعلاناتهم من محطات إم بي سي وهو الأمر الذي أستطيع أن أنفيه
وتابع: «ولو قررنا أن نفكر بهذا المنهج فيمكن لهيئة الترفيه وموسم الرياض أن تسحب رعاياتها هي الأخرى لمسلسلات مصرية رمضانية والعديد من إنتاجات الشركة المتحدة. وماذا أيضا لو قرر السوق السعودى مقاطعة الأفلام المصرية في دور العرض والمنصات؟»وأكمل أديب: «خطوات المقاطعة ستكون متبادلة طبعا، كل ذلك لأن البعض قرر أن يكون الحل بتحميل المسؤولية للغير. لو نريد علاجًا فلنجلس جميعا ونتحدث ولا نهز المركب كلها ونتبادل الاتهامات، المشاهد أمانة في إيدينا، ولكن أن نتخلص من المشكلة بإلقائها على الغير، هذا لن يصلح شيئا، وليس من مصلحة أحد في نهاية هذا الموسم الناجح أن نهيل التراب على عمل الفنانين المصريين سواء داخل إم بي سي مصر أو خارجها». الى هنا تنتهي تصريحات أديب ولنا عليها عدة مآخذ..
اولا: عندما يشكوا المواطن من كثرة الأعمال الدرامية التي تتضمن تشويها متعمدا للشخصية المصرية ( الصورة الذهنية للمجتمع المصري (المرأة المصرية والرجل المصري) فالأمر هنا لا علاقة له بقضية التمويل والإعلانات والرعاية والضخ المالي غير الطبيعي، فتلك اشكالية تخص المسؤلين المعنيين بالتاجر الأعمال الدرامية اقتصاديا سواء كانوا من داخل البلاد أو خارجها،وانما الأمر هنا يتعلق بسلامة وأمن الملايين من جمهور هذا الوطن الغالي، بعيدا عن المصالح الاقتصادية الفردية الضيقة.لهذا المنتج لتلك الاعمال الدرامية أو ذاك ،فالكل أكبر من مجموع الأجزاء
ثانيا السؤال..ماهو المبرر والمسوغ الذي يدفع بأحد المذيعين المصريين للدفاع عن وجهة النظر المغايرة للارادة المصرية من المنظور السياسي والجماهيري،
ثالثا
اذا كان التمويل والصرف والانتاج والرعاية للاعمال الدرامية المصرية يشترط الإساءة للصورة الذهنية لمصرنا،وتقديم تلك النوعية التي تنال من صورتنا الذهنية كمصريين ، فبئس التمويل والرعايه، ولابد ان يكون هناك موقفا رسميا للرد على تلك الاشكالية، فمصر بأعمالها الدرامية قديما غزت العالم العربي بأسره وكان الإنتاج والتمويل مصريا ، ونحن قادرون على إعادة هذا المجد مرة ومرات دون أن يطالعنا أحد بعبارات تحمل في طياتها نبرة التهديد والمقاطعة .مصر فوق الجميع رغم أنف اي شخص مهما علت قيمته وذاعت شهرته وللحديث بقية إذا كان في العمر بقيه

المواطن المصري
اد فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس السياسي
جامعة عين شمس

دكتور فتحي الشرقاوي مقالات الدكتور فتحي الشرقاوي ابن مين فى مصر الجارديان المصرية