الأربعاء 26 مارس 2025 02:54 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. فتحي الشرقاوي يكتب: سيكولوجية الاعتذار ..

د. فتحي الشرقاوي
د. فتحي الشرقاوي

الاعتذار عن الخطأ يزين الفرد ولا يشينه ،وهو من ضمن الفضائل الإنسانية الراقية التي تنم عن شخصية متزنه ناضجة
،خاصة إذا كان الاعتذار مشفوعا بالاقلاع عن الفعل الخطأ ومن ثم عدم إتيانه وتكراره مرة اخرى، هنا امام التمثل الحقيقي والايجابي لمفهوم الإعتذار، ولكن السؤال ؟!
متى يكون الاعتذار سمة سلبية ممقوته خاليا من المعنى ومفرغا من مضمونه السوي، اشار التراث البحثي إلى عدة حالات.
الحالة الاولى:
عندما يعتذر الفرد موقفيا عقب ارتكاب لخطأ ما لمجرد الخلاص من الموقف الضاغط دون ادراك ووعي داخلي بمدى الخطأ الصادر منه ،لكي يتهرب ويتحلل ويتجنب فقط من وقوع العقاب الواقع عليه، وهذا النمط من الاعتذارات كثيرا ماجده بيننا، والدليل على ذلك اتيان المعتذر لنفس الخطأ مرة ومرات عديدة .
الحالة الثانية:
عندما يلجأ الفرد لتقديم الاعتذار دون ارتكابه لفعل أو قول يستوجب الادانه،( بيجي على نفسه وهو لم يرتكب خطأ) لمجرد إضفاء سمة الايجابيه الزائفة على شخصيته، وهذا النمط يحاول باستمرار كسب تعاطف الآخرين على حساب نفسه
الحالة الثالثة :
عندما يعتذر الفرد ليس من باب الإيمان والاعتراف بالخطأ وانما بغرض إظهار صورة ذاته بالجاهل غير الواعي وغير المتعمد لارتكاب الخطأ ( انعدام القصدية ) ،فالاختبار هنا ليس على الفعل الخاطئ وانما للتعلم بعدم معرفة السلوك الخاطئ،
الحالة الرابعة
عندما يعتذر الفرد وهو على يقين بأن المخطئ في حقه شخصية قوية تستطيع النيل منه ومن ثم رد الإساءة بقوة له( العقاب) الاعتذار هنا خوفا من مواجهة الاخر
الحالة الخامسة
عندما يعتذر الفرد مبررا الخطأ الذي وقع فيه،بأن الاخر هو المسؤل عنه كليه
،لأنه السبب في صدور الفعل الخاطئ منه اولا (سياسة رد الفعل)( إنت اللي خلتني أغلط فيك بسبب موقفك الصادم معي) وبالتالي إلقاء اللوم عليه للاقلال من حدة تلقي العقاب
الحالة السادسة
عندما يعتذر الفرد مبررا أن ما ارتكبه من خطأ يعد فعلا بسيطا تافها وأن الجميع يمارس نفس الفعل وبالتالي لا يرتقي إلى مستوى التهويل والتضخيم الذي يدركه الفرد المخطئ في حقه
ياترى ..ماهو أكثر أنواع الاعتذارات التي تميزك كشخصيه...هل للاعتراف بالخطأ بنية عدم تكرارة مرة اخرى،ام بسبب المبررات المرضية المضطربة التي سبق لنا طرحها..
مجردخاطره


# ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس