الثلاثاء 1 أبريل 2025 08:50 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : استهلاك ملايين البط والطيور ....خمسة وخميسة.

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

في الموروث الشعبي أن الناس لا تكشف عن كميات الطعام التي يشترونها أو يستهلكونها أو ما يرزقهم الله به من فضله خوفاً من حسد الناس للدرجة التي قد يخشون من أن يراهم البعض أثناء تناولهم الطعام حيث مفهوم عورة الطعام وان ستر العورة مقدم علي جلب الشهرة والمكانة بالمباهاة أو الاستعراض أمام الآخرين.لكن في الحقيقة تغيرت كثيرا تلك الطباع لدى الأجيال الجديدة واخذهوا يتباهون بما يملكون أو يأكلون ويلبسون.
وفي زمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسهولة الاحصائيات و سهولة إجراء أي عملية مسح واي ارقام تخص تجمعات بشرية في أي مجتمع للدرجة التي يمكن من خلالها معرفة كم عدد ما استهلكوا من لحوم وذبحوا من طيور وسحبوا من نقود واستنشقوا من اكسجين وعدد أنفاسهم وخطواتهم وما يجول بخاطرهم. على سبيل المثال ذكرت منصات ووسائل التواصل والصحف عقب أول يوم من شهر رمضان كم اعداد البط التي استهلكها المصريين في فطورهم وكثيرا في هذا السياق مما يستهلك الناس خلال الشهر الكريم وآخر تلك الاحصائيات جاءت من وزارة الزراعة ورئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية تفيد أن المصريين تناولوا ما يقارب ثمانية ملايين طائر من الدواجن خلال شهر رمضان.
ما الفائدة التي تعود على الناس عند اطلاعهم على تلك الأرقام والإحصاءات الا إذا كانت أحد أنواع المعايرة أو الغمز واللمز بمعلومات تحمل في طياتها الكشف عن نهم الناس للطعام اوحرمانهم ومن ثم نزوعهم نحو ملء البطون الفارغة ، وأن همهم على بطونهم وان المصريين يعيشون في رغد من العيش ويسرفون في معيشتهم من ثم تصل رسالة للحكومة لرفع الأسعار أكثر وأكثر.
اكبر الظن أنه لا يوجد بلد عربي او اجنبي يستعرض مسؤليهم بما تأكل شعوبهم إما بسبب أن تلك الأمور تعتبر خصوصية ولا يعلن عنها خوفاً من اتهامهم بعقد النقص وغيرها أو خوفاً من الحسد والعين التي فلقت الحجر ، لأن هناك شعوب فقيرة واخري تعيش مآسي وعدوان عليها قد تثار حفيظتهم أو غضبهم إذا ما اطلعوا علي شعوب أخرى تاكل ملايين البط والحمام والابقار والاغنام وأطباق المحاشي والطواجن وغيرها من أصناف الطعام الأخري.