الأربعاء 2 أبريل 2025 11:41 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب: كرة القدم المصرية...مجرد بيانات وبدون فنيات ولا منافسات

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

في السنوات الأخيرة، تحولت كرة القدم المصرية من لعبة جميلة تعتمد على المهارة والتكتيك والإثارة والمنافسة الشريفة إلى سلسلة من الجدالات حول

( البيانات ) ، القرارات الإدارية، والصراعات بين الأندية والاتحاد والرابطة وإسهال البيانات اليومية المتكررة بينهم و أصبح الحديث عن "عدد النقاط المخصص"، "الاحتجاجات القانونية"، و"توزيع الحقوق التلفزيونية" أكثر بروزا من الحديث عن الفنيات، الاستراتيجيات، أو حتى تطوير المواهب.

1- هيمنة الصراعات الإدارية على المشهد

لم تعد المباريات تذكر بأهدافها أو عروضها الفنية، بل بقرارات الاتحاد المصري لكرة القدم والرابطة ، الخلافات حول جدول المباريات، احتجاجات الأندية على النقاط، والتعاقدات المشبوهة أصبحت هي العنوان الرئيسي. المشجع الذي يبحث عن متعة فنية يجد نفسه غارقا في نقاشات عقيمة حول لوائح وقوانين لا تنتهي.

2- غياب الرؤية الفنية والتطوير

بينما تهدر ملايين الجنيهات على صفقات وهمية أو إدارات فاشلة، لا نرى أي تخطيط حقيقي لتطوير الكرة المصرية، الأندية الكبرى تعتمد على "النجومية" المؤقتة بدلا من بناء فرق متكاملة، والمنتخب الوطني يدار بردود الأفعال دون رؤية طويلة المدى، الأسوأ هو اختفاء المواهب الشابة بسبب سوء التخطيط وفساد بعض أكاديميات كرة القدم.

3- الإعلام.. عندما يصبح جزءا من المشكلة

بدلا من أن يكون الإعلام الرياضي ناقلا للعروض الكروية أو ناقدا للضعف الفني، تحول إلى منصة للصراعات الشخصية والإثارة الزائفة. نقاشات البرامج الرياضية تدور حول "من الأقوى؟" و"من يتحالف مع من؟"، بينما يتم تجاهل تحليل التكتيكات أو تقييم أداء اللاعبين بموضوعية.

4- الجمهور.. الضحية

الجماهير المصرية، التي تعتبر من أكثر المشجعين حماسة في العالم واطلاق الأهاذيج الجميلة من مدرجات ميادين كرة القدم ، تهدر مشاعرها في صراعات لا تنتهي. بدلا من أن تشجع فريقها في منافسة شريفة، تجد نفسها تُجرّ إلى معارك جانبية حول قرارات حكم أو أخطاء إدارية. الكرة لم تعد مصدر فرح، بل مصدر إرهاق يومي وصراعات لم تطأ على الكرة المصرية إلا السنوات الأخيرة .

**الخلاصة: هل هناك أمل؟

الكرة المصرية تحتاج إلى ثورة حقيقية تبدأ من:

• إصلاح الاتحاد .. بإدارة شفافة تعطي الأولوية لتطوير الكرة والتمسك باللوائح التى تخرج من قانون الرياضة وطبقا لما نريده من اصلاح وما يتمشى مع الهوية المصرية وليس المصالح الشخصية.

• تطوير البنية التحتية.. استثمار حقيقي في الملاعب، المرافق التدريبية، فلا نرى ملاعبنا كساحات وحدائق عامة متآكلة ومتهالكة لأرضيات ميادين المنافسة .

• التركيز على الفنيات.. إعادة الاعتبار للتحليل التكتيكي وبناء الفرق على أساس علمي، وليس على المحسوبيات. لإستكشاف المواهب الجديدة والحفاظ عليها .

• إعلام رياضي مهني.. يسلط الضوء على الكرة لا على الإثارة والصراعات. وينسى ألوان الأندية مابين الأحمر والأبيض فقط ويتناسى باقى الألوان لتضيع الحقيقة وتضمر المواهب .

كرة القدم المصرية تمتلك تاريخا عريقا وجماهيرا متعطشة للنجاح وللاستمتاع كما كانت تملىء الملاعب بلا أية مشاكل أو خلافات ، لكنها تحطم يوما بعد يوم بسبب الفساد والإدارة العشوائية .

** آن الأوان لاستعادة الروح الحقيقية للعبة

روح المتعة، الإبداع، والمنافسة الشريفة**