الخميس 17 أبريل 2025 09:59 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دظتور رضا محمد طه يكتب: السعال الديكي...رؤية مستقبلية عن اللقاحات

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

السعال الديكي Whopping cough مرض شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي وتسببه بكتريا تسمي البورديتيلا الشاهوقية Bordetella pertussis، تصاحبه نوبات سعال متواصلة وعنيفة ويصعب إيقافها وقد تؤدي إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي والنوبات وبعضها مميتة وخاصة لصغار الاطفال الرضع المصابين والمعرضين للخطر وحتى في الحالات الخفيفة أو المتوسطة يموت اكثر من 200 ألف سنوياً حول العالم بسبب السعال الديكي معظمهم من الرضع والاطفال، وقد يصاب الناجون من المرض الشديد بتلف في الدماغ وندوب في الرئة. هذا ويطلق علي هذا المرض ،"سعال المائة يوم " لأن نوبات السعال المؤلمة قد تستمر لأشهر.

أثارت حالات تفشي السعال الديكي الأخيرة حول العالم دهشة وذهول مسؤولي الصحة العامة ، حيث شهدت مدينة نيويورك زيادة حالات المرض منذ عام 2023 بنسبة 169% خلال الخريف هذا العام وارتفعت الحالات بنسبة 500% منذ 2019، بالتزامن مع انخفاض تغطية التطعيم بعد جائحة كوفيد-19 حيث دفعت عدة فاشيات للمرض في2024 مسؤولي الصحة العامة والمستشفيات إلي التدافع لاستيعاب مفاجيء من المرضى وغالبيتهم من الأطفال الرضع الذين غالبا ما يكونون اصغر من أن يتلقوا التطعيم. أما استراليا فقد شهدت أكبر تفشي للسعال الديكي حيث بلغ عدد الحالات 41 ألف حالة هذا العام. يحدث هذا التفشي للسعال الديكي رغم وجود لقاحات حديثة والتي بالتأكيد قللت من عدد الاصابات إلا أن فعاليتها تتضاءل بمرور الوقت حيث لا تدوم الحماية سوي 2-5 سنوات ، ومعروف أن لقاحات السعال الديكي الحديثة لا خلوية وهذا يعني أنها تحتوي على أجزاء من البكتريا تعمل علي تدريب الجهاز المناعي للتعرف على البكتريا الممرضة بما في ذلك سموم بكتريا السعال الديكي PT. وأشار مسؤولو الصحة إلي أن عدم تلقي التطعيمات الأولية والتطعيمات المعززة يعد من الأسباب الرئيسية لتفشي المرض.

في سياق ما سبق حقق فريق من الباحثين في جامعة تكساس تقدماً ملحوظاً في فهم وتعزيز مناعة السعال الديكي ، حيث يعد سم السعال الديكي PT أحد العوامل التي تجعل عدوي السعال الديكي خطيرة وهو سلاح كيميائي تنتجه البكتريا ويضعف الاستجابة المناعية للمريض ويساهم في العديد من الأعراض الشديدة المصاحبة للمرض، ومن ثم ركز فريق البحث على اثنين من الأجسام المضادة قويين هما hu1B7,hu11E6 واللذان يعملان علي وقع نشاط البكتريا الممرضة بطرق مختلفة، نشرت نتائج الدراسة مؤخرا في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.