الجمعة 18 أبريل 2025 07:40 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : الفكر الإحترافى الذى ينقصنا فى كرة القدم المصرية

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

كرة القدم في مصر تعيش في مفارقة عجيبة؛ فبينما يتطلع الجميع إلى الاحتراف والتطور، نجد أن الإدارات الرياضية والجماهير لا تزال تتعامل مع انتقال اللاعبين بين الأندية بعقلية تقليدية تخلو من الفهم الحقيقي لمعنى الاحتراف. فبدلاً من تشجيع حركة اللاعبين كجزء طبيعي من عالم كرة القدم الحديثة، نرى غضبًا شديدًا عند أي محاولة من اللاعب لترك ناديه، سواء للانتقال إلى نادٍ محلي آخر أو حتى للاحتراف خارجيًا.

لماذا يغضب الجمهور والإدارات عندما يترك اللاعب ناديه؟

1- العاطفة الجياشة والارتباط التاريخى

يعتبر الكثير من المشجعين اللاعبين "أبناء النادي"، وبالتالي فإن رحيلهم يشبه "خيانة" للوطن الأم. هذا المفهوم العاطفي يتعارض مع طبيعة كرة القدم الاحترافية، حيث الانتقالات جزء أساسي من مسيرة أي لاعب.

2- غياب الثقافة الاحترافية

كثير من الإدارات الرياضية في مصر تتعامل مع اللاعبين باعتبارهم ملكية خاصة للنادي، دون إدراك أن اللاعب له أحلامه المهنية وحقه في تطوير نفسه. في العالم الاحترافي، الانتقالات تتم بناءً على مصلحة جميع الأطراف النادي الذي يبيع، والنادي الذي يشتري، واللاعب الذي يتطور.

3- الخوف من فقدان العناصر المهمة

بعض الأندية تعتمد بشكل كبير على لاعبين محددين، مما يجعل رحيلهم يشكل صدمة للنادي والجمهور. لكن الحل ليس في منع اللاعب من الرحيل، بل في بناء فرق قوية وتعويض الخسائر بخطة واضحة.

4- نظرة المجتمع للولاء

المجتمع المصري بشكل عام يقدر "الولاء" بشكل قد يتعارض مع التطور المهني. فاللاعب الذي يبقى سنوات طويلة في نادٍ واحد يمدح، حتى لو أضاع فرصًا أفضل له، بينما الذي ينتقل يُنتقد.

كيف نرتقي فكريًا ونفسيًا كإدارات وجماهير؟

**فهم طبيعة كرة القدم الحديثة

الاحتراف يعني أن اللاعب ليس عبدًا للنادي، بل هو محترف يبحث عن التطور، الأندية الكبيرة في العالم تبيع وتشتري لاعبين دون مشاعر سلبية، لأنها تعلم أن ذلك جزء من اللعبة.

**تشجيع حركة الانتقالات المحلية

يجب أن يصبح انتقال اللاعبين بين الأندية فى مصر أمرًا طبيعيًا، مما ينعش السوق المحلي ويجعل الحالة التنافسية صحية.

الإدارات يجب أن تتعامل باحترافية في المفاوضات بدلاً من التعنت أو فرض عقبات غير منطقية.

**دعم احتراف اللاعبين خارجيًا

بدلاً من الغضب عندما يذهب لاعب إلى الدوري الأوروبي أو العربي، يجب تشجيعه لأن ذلك يصب في مصلحة الكرة المصرية على المدى البعيد. كلما زاد عدد المحترفين خارجيًا، زادت خبراتهم وعاد ذلك بالفائدة على المنتخب الوطني واكبر مثال حى لنا اللاعب الدولى لاعبنا الكبير محمد صلاح الذى اكتسب خبرات كبيرة أهلته ليكون أفضل لاعبى العالم لكرة القدم .

**التوعية الإعلامية

الإعلام الرياضي المصرى عليه دور كبير في تغيير الثقافة السائدة بحيث يجب أن ينقل صورة إيجابية عن الانتقالات، ويشرح للجمهور أهمية حركة اللاعبين في تطوير الكرة. ولا يقبع الفكر الإعلامى منتميا للون الفانلة دون النظر إلى تقدم الكرة المصرية .

**بناء استراتيجيات ناجحة للإدارات

على الأندية أن تعتمد على أكاديميات الشباب واستكشاف المواهب الجديدة، بدلاً من الاعتماد على لاعبين محددين أو شراء أو خطف اللاعبين والتنافس الذى اصبح غير شريف بين إدارات الأندية الكبرى مما يؤثر على الحالة المزاجية للجماهير ويعطى الفرصة بدلا من التنافس الشريف إلى الفوضى التى لا نرتضيها فى مجال الرياضة . وبهذه الطريقة، أي رحيل للاعب يمكن تعويضه بسهولة.

** وخلاصة القول الانتقالات ليست خيانة، بل خطوة نحو التطور

حتى ترتقي الكرة المصرية، يجب أن نغير نظرتنا العاطفية البحتة إلى كرة القدم. اللاعب الذي يترك ناديه ليس خائنًا، بل هو محترف يبحث عن الأفضل لنفسه ولمستقبله. الإدارات يجب أن تتعامل بمنطق السوق، والجماهير يجب أن تفهم أن دعم اللاعب حتى بعد رحيله هو دعم للكرة المصرية ككل.

الاحتراف ليس مجرد كلمة نرددها، بل هو ثقافة تحتاج إلى تغيير جذري في التفكير. فلنبدأ بأنفسنا أولًا، كإدارات وجماهير، حتى نرى كرة قدم مصرية تتطور وتزدهر.