دكتور رضا محمد طه يكتب : لقاح ضد الإصابة بالخرف

هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر إصابة الشخص بالخرف، منها بالطبع العمر والوراثة وأمراض الأوعية الدموية وبعض الإصابات الفيروسية المسببة للالتهابات. احدي الالتهابات الفيروسية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالخرف هي القوباء المنطقية ويسمى أيضاً الهربس النطاقي المنطقية وهو عبارة عن مرض جلدي يسببه فيروس فاريسيلا زوستر Varicella zoster وهو نفس الفيروس المسبب للجديري المائى أو الحزام الناري شينجلز Shingles ، حيث أنه وبعد الإصابة بالجديري المائى يختبئ الفيروس بالجهاز العصبي في صورة غير نشطة لسنوات، ولكنه ينشط مجددا حال بعض الظروف مثل ضعف المناعة لدى الشخص مسبباً الحزام الناري.

تشير الأبحاث الجديدة إلي أن التطعيم ضد القوباء المنطقية يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 20%، لذا فإن التطعيم يعد وسيلة فعالة من حيث التكلفة لابطاء الزيادة السريعة في حالات الخرف، حيث ارتفع عدد المصابين بالخرف بنسبة كبيرة 117% بين عامي 1990-2016 ليصل عدد المصابين بهذه الحالة إلي أكثر من 57 مليون شخص حول العالم ، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلي أكثر من 150 مليوناً بحلول عام 2050. واكدت دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة نيتشر Nature أن التطعيم ضد القوباء المنطقية الذي يحدث عندما ينشط فيروس الحماق النطاقي أو الحزام الناري بعد فترة من الإصابة الأولية يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 20%.

تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC بأنه يمكن للناس المساعدة في تقليل خطر الإصابة بالخرف من خلال الحفاظ على نمط حياة نشط ونظام غذائي صحي وإدارة جيدة لأمراض مزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم ، لكن بعض العوامل مثل العمر والجينات تعتبر خارجة عن سيطرة الأشخاص. معروف أن القوباء المنطقية أكثر شيوعا لدى النساء وعادة ما تكون الإستجابة المناعية لدى النساء اقوى تجاه اللقاحات مما يؤدي إلى تأثير وقائي أكبر ، لذا فإن تقليل الإصابة لدى هذه الفئة قد يكون له تأثير كبير على خفض معدلات الإصابة بالخرف، خاصة أنه وحسب CDC لا يرتبط اللقاح بأي آثار جانبية خطيرة وتبلغ فعاليته الوقائية من القوباء المنطقية أكثر من 90%.