حكايات مصيرية
الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : *”دير ياسين لن تُنسى بالتقادم.”*


- *الزمان:* 9 أبريل 1948.
- *المكان:* قرية دير ياسين، التي تقع غرب مدينة القدس الفلسطينية.
في هذا اليوم، قبل ٧٧ عام وقعت واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها القوات الصهيونية ضد المدنيين الفلسطينيين في سياق صراعها مع العرب قبل قيام دولة إسرائيل. وقد حدثت هذه المجزرة في قرية *دير ياسين* الفلسطينية، وكانت في مرحلة ما قبل إعلان قيام دولة إسرائيل مباشرة، خلال ما يعرف بـ "النقل القسري" للفلسطينيين من قراهم ومنازلهم بسبب الهجمات الإسرائيلية، وذلك في إطار خطة "التهجير" التي كانت تهدف إلى تأمين الأرض لليهود.
حيث قامت وحدات من الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك جماعات إرهابية صهيونية مثل "الأرجون" و"شتيرن"، بمهاجمة القرية. واستخدمت القوات الصهيونية أساليب عنيفة للقضاء على السكان، حيث دخلوا القرية، وأطلقوا النار على السكان العزل، وقاموا بتعذيبهم وقتلهم بوحشية.
وقد قُتل ما بين 100 إلى 250 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ. كما تم أسر العديد من النساء والأطفال، وتم تدمير العديد من المنازل.
كانت هذه المذبحة جزءًا من حملة واسعة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قراهم ومدنهم لتمهيد الطريق لإنشاء دولة إسرائيل. العديد من السكان الذين نجوا من المجزرة فروا من قريتهم وتم تهجيرهم إلى مناطق أخرى.
وقد تركت مذبحة دير ياسين آثارًا شديدة في العالم العربي في ذلك الوقت وأدت إلى تزايد الهجرة الفلسطينية من القرى المجاورة خوفًا من مصير مماثل. كما كانت تلك المجزرة أيضًا من بين الأسباب التي أدت إلى اندلاع سلسلة من المجازر والاشتباكات في عام 1948، والتي انتهت بنكبة الشعب الفلسطيني واحتلال الأراضي الفلسطينية من قبل القوات الإسرائيلية.
* وقد تم استخدام المذبحة من قبل الإعلام الصهيوني كوسيلة لترويع الفلسطينيين ودفعهم للفرار، مستفيدين من تأثير الخوف النفسي.
والحقيقة أن هناك العديد من الشهادات من الناجين الذين كانوا في القرية خلال وقوع المجزرة، بالإضافة إلى تقارير صحفية وشهادات من منظمات دولية في ذلك الوقت. وتم نشر العديد من التقارير الصحفية التي كانت توثق ما حدث في دير ياسين، وقد أثارت هذه التقارير جدلاً واسعًا في تلك الفترة بين العرب والصهاينة.
أخيرًا، مذبحة دير ياسين هي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها القوات الصهيونية في التاريخ الفلسطيني، وتمثل نقطة تحول مهمة في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث تسببت في موجة من الخوف والتهجير، كما كانت جزءًا من السياسة الإسرائيلية الهادفة لتطهير الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين.