المستشار أحمد النجار يكتب : ارتفاع اسعار بلا تثبيت


اسعار كل السلع فى ارتفاع ..
وارتفاع أسعارها لايعنى ثباتها ..
واذا كانت الحكومة تعجز عن التصدى لارتفاعها المستمر غير المبرر ..
فإنها لاتعجز عن الالتزام بتثبيتها بعد ارتفاعها ..وهو أضعف الايمان....
فهل هى عاجزة حقا ؟ام متواطئة؟
ام ان إرادتها تتلاقى مع التجار فى هذا الصدد...؟
وبالامس قررت الدولة رفع أسعار المواد البترولية من بنزين وسولار وغيرها..
وكما اعتادت فستتوارى اكتفاءا ببيانات حنجورية ( طق حنك ) لتغطية الحدث ...
اقترانا باستعراضات ساذجة وتشنجات احمد موسى وأمثاله على الفضائيات ..
ورغم ان ابداع الدولة؛
فى إدارة ملفات الازمات السياسية المتعلقة بغزة وليبيا واليمن والسودان كان مشهودا وواضحا ؛
ويبدو أن مرد ذلك؛
كان غياب بصمات الحكومة الحالية عن تلك الملفات ..
ذلك إنه على التوازى من هذا الابداع ؛
فهناك الاسوأ الذى جاء منسوبا إليها مقرونا بالاحداث الداخليةالحالية ؛
والتى لازمتها الاستعدادات الراهنة للانتخابات النيابية بنوعيها ...
وقد تجلى- مبكرا - المشهد الانتخابى ؛
فكان فى غاية السوء والاستفزاز؛ اذ بادر الكثيرون باعلان رغبتهم فى الترشح ..
لتتبدى ملامح هذه المرحلة جلية واضحة ..
المال ثم المال ولاشى غير المال؛؛
لافكر ولامبادئ ولابرامج سياسية ..
ناهيك عن هوية الأسماء التى طرحت ؛
وأغلبها اسماء بلاتاريخ؛ ولا ايدولوجيا ؛ ولارؤية ؛ولامذاهب ولا يحزنون ..
فقط مجرد محافظ مالية ضخمة غير معلومة المصدر بل و الأصوب إنها غير مفهومة المصدر..
وقد هيأت لها الحكومة الأرض ومهدتها ...
ومن ثم انصبت اطروحاتها جميعا؛
على استعدادها الكامل لكى تدور فى فلك الحكومة الحالية أو غيرها ؛دون إدراك الحد الأدنى لوظيفتها الأساسية ؛
المتمثلة فى رقابتها فضلا عن تولى مهام التشريع ...
ولاعزاء لفقراء وبسطاء هذا الوطن ..
ورحم الله عبد الناصر الذى كأنه قد طالع الغيب؛؛
فاصر أن ينص الدستور؛
على أن تكون نسبة تمثيل العمال والفلاحين فى تشكيل المجالس النيابية لاتقل عن نصف عدد نوابها ..
المؤسف فى هذا الأمر باجماله..
أنه ليس يهم أن تحصل على الثروة والمال بطريق الحلال اوالحرام..
فطالما حصلت عليها؛
فالدولة لاترى ولاتتعامل مع سواك ؛
ومن ثم يمكنك أن تحصل على التعليم العالي الذى ترغب فيه؛
وكذا أن تلتحق بالوظيفة التى تطمح إليها ؛
أو تشغل العمل الذى تريد ..
كما أنه بالمال.. يمكنك أن تحصل على عضوية المجالس النيابية؛ ومن بعدها يمكنك وزملائك أن تدافع عن هوية الدولة التى اندمجت مع هويتك ...