هيثم جويدة يكتب : لمياء السقاف... حين تتحوّل الأقمشة إلى حكايات Orchidea Nera By Lamoo


في عالم يزدحم بالألوان، تبرز لمياء السقاف كفنانة لا تكتفي بمجاراة الموضة، بل تعيد صياغتها من جديد. مصممة الأزياء السعودية التي قررت منذ بداياتها أن تكون مختلفة، لا تتبع الخط بل ترسمه، ولا تبحث عن الإعجاب بل عن الدهشة.
حولت لمياء القماش البسيط إلى قطعة فريدة تُروى حولها القصص. لم يكن ذلك مجرد فضول، بل شرارة حلم لم تنطفئ، لم تنفصل السقاف عن جذورها، بل جعلت من التراث السعودي مادة خاماً لأزيائها، تصهره مع الحداثة لتخرج بنتيجة مذهلة: هوية عصرية لا تنكر ماضيها وهي ايضا شغوفه بالموديلات الغربية والكلاسيكية.
لا تؤمن لمياء بأن الموضة للعرض فقط، بل للرسائل أيضاً وانعكاساً عميقاً لفكرة التوازن بين القوة والنعومة في شخصية المرأة. استخدمت ايضا الاقمشة الطبيعية، وزينتها بخيوط ذهبية، لتحكي قصة المرأة العربية التي تمشي بثبات وسط عالم متغير.
ستشارك لمياء في اسبوع الموضة في الامارات،فهي لها حضور عالمي، تحرص على أن تكون كل قطعة تحمل توقيعها هي قصة تُروى، لا مجرد موضة تُستهلك.لمياء السقاف تتواصل ايضا مع أكاديميات التصميم والموضة في إيطاليا استعداداً لعرض منتجاتها في ميلانو
تجري المصممة لمياء السقاف حالياً سلسلة من اللقاءات والتنسيقات مع عدد من أبرز أكاديميات التصميم والموضة والإكسسوارات والأقمشة في إيطاليا، تمهيداً لإطلاق تعاونات مستقبلية. ومن المرتقب أن تشارك السقاف قريباً في معرض أو افتتاح رسمي لعرض مجموعتها الجديدة في مدينة ميلانو، عاصمة الموضة العالمية.
بعيداً عن الأضواء، تُعرف لمياء بتواضعها وهدوئها، لكنها في الاستوديو تتحول إلى طاقة لا تهدأ. تقول: "أنا لا أختار القماش، هو من يختارني"، عبارة تلخّص شغفها وفلسفتها التصميمية. تعمل مع فريق صغير، لكنها تهتم بكل تفصيلة بنفسها، من أول رسمة إلى آخر غرزة.
بينما يركض العالم وراء الموضة السريعة، اختارت لمياء أن تسير عكس التيار. تصمم مجموعاتها باستخدام مواد صديقة للبيئة، وتشجع على "الموضة الواعية"، معتبرة أن الأناقة لا تكتمل إلا حين تكون مسؤولة.
لمياء السقاف ليست مجرد مصممة أزياء، بل راوية قصص بخيوط وأقمشة. تصاميمها تشبهها: أنيقة، عميقة، وغير قابلة للتكرار وفي زمن السرعة تبقى هي علامة فارقة في عالم الأناقة التي لا تنتهي بانتهاء الموسم، بل تبدأ من الفكرة وتعيش في الذاكرة.