الأحد 13 أبريل 2025 03:20 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : لا انتماء مع الاحتراف

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

آثار انتقال لاعب الزمالك أحمد سيد ( زيزو) الي النادي الأهلي موجة من الغضب والاستياء بين جماهير الزمالك وإدارته ، ومن ناحية اخري مشاعر فرحة وتشفي بين جماهير النادي الأهلي، هذه المشاعر المتضاربة بين جماهير الناديين لا تعبر سوي عن جهل بألية الاحتراف في الرياضة وخاصة كرة القدم ، فالناديين كبيرين ويضمان لاعبين كثر علي مستوي عال من المهارة، ولن يضر اي منهما انتقال لاعب هنا او هناك ، فمع تطبيق نظام الاحتراف في مصر لم يعد هناك انتماء للاعب لنادي معين إنما للنادي الذي يتعاقد معه باعلي قيمة مادية وهذا حال الاحتراف ، فعندما أصبح الاحتراف بمثابة مهنة اللاعب الاساسية ووسيلة تأمين مستقبله المادي لم يعد الانتماء لنادي بعينه الشغل الشاغل للاعب ، بل أصبح اللاعب يوجه بوصلته نحو النادي الذي يقدره ماديا اكبر ، وبعيدا عن العواطف والانتماءات هذا هو الحال والواقع بعد أن كانت الرياضة هواية وانتماء وحب لنادي معين، فقد كان اللاعبين القدامى يلعبون بدون مقابل تقريبا او بملاليم بالمقارنة بما يحصل عليه أصغر لاعب حاليا في كل الأندية ، فكان هذا حبا وعشقا وإنتماء حقيقي لناديهم ، فلماذا يذهب للعب في نادي منافس لا ينتمي إليه أو يشجعه فلم تكن هناك مغريات مادية ، أما الان وقد اصبحت عقود اللاعبين بملايين الجنيهات سنويا ، فقد أصبح اللاعب يتعاقد مع النادي الذي يدفع أكثر وهذا حقه كمحترف ، فلا غضاضة أن ينتقل الي أي نادي اخر بعد انتهاء مدة عقده مع ناديه وهذا النظام موجود في كل بلاد الدنيا ، ويتنقل اللاعبين بين الأندية المختلفة بموجب عقود احتراف موثقة برضا الطرفين ولا غضاضة في ذلك ، إلا عندنا في مصر مازلنا لم نعترف بهذا الواقع لاننا نتعامل بالعاطفة ، ثانيا لما هذه الضجة المثارة علي لاعب ينتهي عقده ويرغب في الانضمام لناد اخر، مع احترامي لموهبته كلاعب فريق الزمالك العريق لا يقف علي لاعب بعينه ، فكم من اللاعبين جاءوا وذهبوا وظل الزمالك قلعة رياضية لا تسقط أو تهتز بذهاب لاعب هنا او هناك ، ان الزمالك لديه وقادر علي تقديم مواهب شابة جديرة بالفرصة من أولاد النادي مع الصبر عليهم حتي تنضج مواهبهم ،وهذا أفضل من شراء لاعبين بعشرات الملايين ليس لديهم انتماء إلا للمال ، فعلي الجماهير ان تأخذ الأمور ببساطة ولا داعي لهذه الحملات علي السوشيال ميديا وتضخيم الامور، ولننظر الي موقف لاعبنا المحترف محمد صلاح من ناديه ليفربول الذي له الفضل في ما وصل إليه صلاح من شهرة عالمية ، فقد ظل يفاوض النادي لتجديد عقده بالشروط التي يري إنه يستحقها ، حتي حصل علي عقد جديد يلبي طموحه ولم تشن عليه حملة من الجماهير او إدارة النادي ولم يتهم بالخيانة لأن التعاقد برضا الطراف هو الطبيعي والمعتاد في عالم الاحتراف الكروي ، نتمنى ان نصل الي مرحلة الاحتراف الجماهيري وأن يكون الانتماء الأول في التشجيع دون تعصب وألا نعطي الأمور أكثر من قدرها حتي نصل الي مصاف الدول المتقدمة كرويا.