السبت 19 أبريل 2025 01:38 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

هيثم جويدة يكتب : منتهى الحرية.. وأخلاقيات النشر

الإعلامى هيثم جويدة
الإعلامى هيثم جويدة

من خلال سنوات طويلة قضيتها في مهنه الصحافة والإعلام، تعلمت أن الكلمة مسؤولية، وأن القلم إن لم يكن أمينا، أصبح سلاحا يمكن أن يجرح أكثر مما يصلح في بداية الطريق، كنت أظن أن الحرية تعني أن أقول كل ما أريد، وقتما أريد لكن التجربة علمتني أن الحرية الحقيقية تأتي من وعي عميق بما يقال ولماذا يقال ولمن يقال أكيد!

حينها فكرت وقررت أن أخوض تجربة تأسيس جريدة مطبوعة تحمل اسم "جورنال الحرية". جريدة تجمع بين صفحاتها مقالات وأخبار يكتبها مؤلفون وكتاب من دول متعددة أغلبهم يسلطون الضوء على الثقافة والمعرفة والفن التشكيلي والإبداع.

كان هدفي أن أقدم رؤية مختلفة لمفهوم الحرية تختلف عن المفهوم التقليدي المتداول لدى كثير من الكتاب والصحفيين وصناع الفن أردت أن أستثمر هذا المشروع ليكون منصة تحمل بصمة وعي ثقافي يوضح تنوع ثقافات هذه الدول تعرفت على كتاب يكتبون من القلب والعقل، بمحتوى يؤمنون به ويدافعون عنه بكل صدق وأخلاق وقوة تعلمت ان الحرية ليست أن تنشر كل ما تعرف، بل أن تختار ما يستحق أن يُعرف.
وهنا تأتي أخلاقيات النشر، التي أصبحت اليوم في ظل انفجار المعلومات خط الدفاع الأخير بيننا وبين الفوضى. ليس كل ما يصلح للتداول يستحق النشر، وليس كل ما يثير الجدل يفيد الناس عندما شاهدت الرئيس عبد الفتاح السيسي يتكلم عن الفن ابتسمت من القلب، وقلت لمن حولي بدأنا عصر جديد يحترم عقل المشاهد ليصنع الوعي بالفن الحقيقي لا يكتفي بإبهار زائف يخفي وراءه الجهل أذكر مواقف كثيرة وقفتت فيها أمام خبر او محتوى اعلامي مثير وتساءلت هل سيفيد الناس؟ هل سيساعد على تصحيح مسار؟ أم أنه مجرد فرقعة عابرة ستضر أكثر مما تنفع فليس فن نقل الخبر مهم بل الاهم فن غربلته أيضا فالحرية لا تعني منتهى الإساءة أو منتهى الفوضى الإعلامي الحقيقي هو من يعرف متى يتحدث، ومتى يصمت، ومتى يقدر أن الصمت أحيانا أبلغ من ألف عنوان.

رسالتي إلى كل من يحمل قلما، أو يقف خلف ميكروفون أو يدير كاميرا على السوشيال ميديا لا تستهينوا بالكلمة واحذر أن تتحول من صانع وعي إلى صانع فوضى دون أن تدري.

هيثم جويدة مقالات هيثم جويدة الحرية الجارديان المصرية