طارق محمد حسين يكتب : سيناء ارض الحرب والسلام والتنمية.


يأتي الاحتفال بذكري تحرير سيناء أرض الفيروز هذا العام وسط تحديات سياسية وأمنية خطيرة ، لقد كانت سيناء كلمة السر في مسألة الأمن القومي المصري على امتداد تاريخها، كما تعتبر سيناء الجزء الآسيوي في مصر حيث تربط قارة أفريقيا بقارة آسيا، وقد مرت بالعديد من المحطات الفاصلة في تاريخ مصر القديم والحديث وربما أشهر هذه المحطات هي حرب أكتوبر المجيدة، كانت سيناء ولاتزال مطمعاً للكثير من أعداء الوطن، فشهدت من الحروب والمؤامرات ومحاولات الاحتلال الكثير مما تحويه كتب التاريخ، وذلك نظرا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي، حيث إنها المفتاح السحري لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضاراته ، ولا تزال أرض الفيروز صامدة ضد كل ما يُحاك لها من تآمر وتخطيط وافتعال للمشاكل والأزمات علي حدودها الشرقية ، وما تتعرض له من مؤامرات لمحاولة زرع التنظيمات المتطرفة التي أرادت السيطرة على سيناء لفصلها عن الوطن الأم ، وأخيرا محاولة تهجير قسري لشعب غزة الفلسطيني إلي أرضها ، ستبقى سيناء دائما بوابة أمن مصر القومي ، وستظل قواتنا المسلحة المصرية درع الأمان والسلام للوطن ، هذا ما تؤكده دائما أحداث التاريخ والحاضر، وإذا كانت قواتنا المسلحة قد نجحت في معركة استرداد الأرض وتحرير سيناء بعد نصر أكتوبر 197٣، فقد خاضت حربا حقيقية ضد الإرهاب ،وسطر أبناء القوات المسلحة والشرطة بدمائهم وأرواحهم قصصا جديدة للتضحية والفداء، للحفاظ على أرض الوطن وسيادته ، وعملت على تطهير سيناء من أوكار الإرهاب ،لقد كانت سيناء كلمة السر في مسألة الأمن القومي المصري على امتداد تاريخها، منذ الأشوريين والحيثيين والإسكندر المقدوني، مروًرا بالرومان وكذلك كانت طوال الحكم البيزنطي الذى استمر حتى الفتح الإسلامي سنة 641 م، كما تعتبر سيناء أرض غنية بالخيرات الاقتصادية والسياحية الغير مستغلة ، وقد خطت خطوات اقتصادية وتعميريه كبيرة خلال السنوات الماضية، فهناك مشروعات تنموية كبيرة يتم تنفيذها في سيناء لتعميرها، وستُساهم تنمية سيناء في تعزيز الأمن القومي المصري من خلال استقرار المنطقة وجذب الاستثمارات الأجنبية، وستُساهم تنمية سيناء في تحسين جودة الحياة لأهالي سيناء من خلال توفير خدمات أفضل في مجالات التعليم والصحة والإسكان والنقل وتوفير فرص عمل لهم ، ختاماً.. أتوجه بخالص التهنئة للشعب المصري العظيم والقيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية الباسلة بذكرى تحرير سيناء. وتحية لأبناء هذا الشعب الذى بذل أغلى التضحيات وأعظمها، ولشهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم كل حبة رمل من سيناء، ولقواتنا المسلحة الباسلة التي خاضت أشرف المعارك لاستعادة هيبة الوطن وكرامته، ونتمنى لبلدنا الحبيب مصر الأمن والأمان والاستقر