الخميس 24 أبريل 2025 03:43 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب 25 ابريل .. ذكرى عودة الأرض المصرية.. انتصارا في معركة الحرب والسلام

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

في الخامس والعشرين من أبريل عام 1982، رُفع العلم المصري فوق آخر شبر من أرض سيناء، معلنا اكتمال تحرير الأرض المصرية واستعادتها بالكامل بعد سنوات من النضال والكفاح.. كانت هذه اللحظة التاريخية تتويجاً لمسيرة طويلة قادها الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، الذي اختار طريق السلام لاسترداد الحقوق المغتصبة، مؤمناً بأن الحرب ليست هي الحل الوحيد لتحقيق النصر ولكنها هى الطريق للوصول إلى السلام الحقيقى المرتكز على القوة العدل . .
مبادرة السلام.. قرار شجاع غير التاريخ
بعد حرب أكتوبر 1973 المجيدة، التي كسرت أسطورة الجيش الإسرائيلي غير القابل للهزيمة كما كان يشاع بالخطأ ، أدرك الرئيس السادات أن المعارك العسكرية وحدها لن تعيد الأرض كاملة، فاتخذ قراراً جريئاً " مبادرة السلام " كانت أول مبادرة بعد حربين عالميتين والعالم يعانى من آثارهما فكانت زيارة القدس عام 1977، معلناً للعالم أن مصر مستعدة للسلام. كانت هذه الخطوة مفاجئة للجميع، لكنها أثبتت أن القيادة المصرية قادرة على المبادرة من أجل مصلحة شعبها وأمتها وللانسانية .
وتحت شعار *"الأرض مقابل السلام"، بدأت مفاوضات شاقة بين مصر وإسرائيل، برعاية الولايات المتحدة، وتوجت بتوقيع اتفاق مبادىء ( اتفاقية كامب ديفيد) عام 1978، ثم ( معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية ) عام 1979. بموجب هذه الاتفاقيات، التزمت إسرائيل بالانسحاب الكامل من سيناء، وهو ما تحقق تدريجياً حتى اكتمال التحرير في 25 أبريل 1982.
سيناء تعود إلى أحضان الوطن
كان استرداد سيناء انتصاراً سياسياً ودبلوماسياً بامتيازمرتكزا على انتصار أكتوبر ، حيث نجحت مصر في استعادة أراضيها دون خسائر ، وأثبتت للعالم أن الدبلوماسية والحوار يمكن أن يحققا ما لم تحققه الحروب. لم يكن هذا النصر سهلاً، فقد واجه السادات انتقادات واسعة من بعض الدول العربية، لكنه ظل متمسكاً بخياره، مؤكداً أن "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" معركة استعادة الأرض والكرامة، ولا بد وأن نكون جاهزين لأى مستحدث ،
إرث السادات.. سلام من أجل المستقبل
دفع الرئيس السادات حياته ثمناً لخيار السلام، حيث اغتيل في 6 أكتوبر 1981 على يد متطرفين عارضوا سياسته، لكن إرثه بقي خالداً. لقد أثبت أن السلام ليس ضعفاً، بل قوة، وأن المفاوضات الجادة يمكن أن تحقق ما تعجز عنه السنوات الطويلة من الصراع.
اليوم، ونحن نحتفل بذكرى عودة سيناء، نستذكر بطولة الجيش المصري في حرب أكتوبر، وحكمة القيادة السياسية التي اختارت طريق التفاوض لاستكمال مسيرة التحرير.
" 25 أبريل" ليس مجرد ذكرى عودة الأرض، بل هو رمز لإرادة مصر في الدفاع عن حقوقها بكل الوسائل، سواء بالسلاح أو بالكلمة.
سلام الشجعان كان طريقنا.. وسيناء شاهد على أن النصر حق لمن يؤمن به ويسعى إليه.