د. فتحي الشرقاوى يكتب : عندما يقطع احدهم اليد التي امتدت اليه


تيجي تزرعه يقلعك..تيجي تمد ايدك يقطعها، تسنده يطعنك...نمط من الناس مابيتمرش فيهم المعروف
مهما عملت وقدمت لهم.
من أعمال الخير والمساعدة
ومهما تعبت من اجلهم لا يمتنون لك، ولا يشعرون بقيمة اي فضل قُدم لهم.
و لايمتنون لك ولا يشكرونك دون ادنى تقدير لمعروفك، بل قد يصدر منهم أحيانا استجابات قد تصيبك بالغُصه والوجع،عندما يقولون لك بعض العبارات القاتلة نفسيا( محدش قالك تقف جنبي/ انا ماطلبتش مساعدتك/ إللي إنت عملته معايا أمر مفروض عليك وليس تفضل منك..الخ ) لو حضرتك من النوع القدري ذو النزعة الايمانية ولديك اعتقاد جازم بداخلك بأنك تفعل ذلك الصنيع مراعاة لله و انتظارا للثواب الإلهي (الجزاء الاوفى) من الله
فانك بذلك تكون قد بلغت وارتقيت إلى اعلى مراتب الرضا والأمان النفسي ،وهذا النوع من الأفراد عادة ما لا تنتابه النزعة للشكوى ،لانه يرى ان الجزاء الإلهي اكبر بكثير مما يتوقعه العقل البشرى في حدودة الدنيا
( فعل ورد فعل مباشر)..أما إذا كنت من النوع العقلاني الذي يحسبها بأن كل مقدمه لابد لها من نتيجة مماثله، وبالتالي حتمية حصولك (هنا والآن) على استجابة الامتنان والتقدير لما قدمته، هنا لابد من إعادة النظر في سلوك مساعدتك إلى من لا يقدرون قيمتها، لأن مساعدتك وتعاطفك ومساندتك لمن لا يستحقها قد تحولت إلى عبا نفسي ثقيل عليك ومن ثم وجب التفكير في الأمر برمته ، واطرح عليك عدة مراحل نفسية..المرحلة الأولى تلفت نظر من لا يقدر عطائك ولا يبادلك إياه، بأن استجابته وردة فعله لك غير منطقية وغير متوقعه، وهذا الأمر جعلك تشعر بالوجع النفسي ويراعى في تنفيذك لتلك المرحلة الإبتعاد قدر المستطاع عن أي كلمات تشير الى ( المَنْ) أو( التفضل) او (المعايره)
فكل المطلوب مجرد لفت نظره فقط لتوضيح أسباب تقصيره معك وعدم شعورة بمساعدتك وتعاطفك معه فقد يكون من الغافلين غير المدركين إذ سرعان مايعود على اعقابه مستيقظا من غفلته وضالة الطريق الذي كان انتهجه معك، نحن هنا سنصبح إزاء نتيجتان متوقعتان لا ثالث لهما
إما العودة( أن عدتم عدنا)
إما اصراره على ماهو معتقد فيه،وهنا يصبح لزاما عليك مبادلته نفس موقفه شعوريا وسلوكيا وانفعاليا ،دون أن ينتابك ادنى درجة من درجات مشاعر جلد الذات..
( فن اتقان المسافات )
مجردخاطره
# ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس جامعة عين شمس