د،محمد أبوعلي يكتب : مشاهد واقعية من لام شمسية : جريمة لا تغتفر :


لنكن جميعاً -مسلمين ومسيحيين- كما كنا وسنبقي بإذن الله تعالي يداً واحدة في مواجهة هذه الشرور.
الطفل ياسين هو ابننا جميعاً، وجرحه جرح لكل ضمير حي. إنها معركة الإنسان ضد الوحشية، والخير ضد الشر، والحضارة ضد الهمجية. ولن ينتصر فيها إلا صوت الحق والعدل، متجاوزاً كل الفروق والخلافات.
فليكن موقفنا واحداً: لا للجريمة، لا للتستر، لا للظلم. نعم للعدالة، نعم للأخلاق، نعم للطفولة البريئة. هذا هو الطريق الوحيد لبناء مجتمع آمن، يحفظ كرامة الإنسان، ويصون حقوق الصغار قبل الكبار.
فحينما تُنتهك براءة طفل في مكان يفترض أن يكون واحة للأمان والتعلم. إنها جريمة لا تُغتفر، تثير الغضب في كل نفس إنسانية، بغض النظر عن دينها أو عرقها. فالأطفال أمانة في أعناقنا جميعاً، وحينما نخون هذه الأمانة، نكون قد خسرنا إنسانيتنا قبل أن نخسر أي شيء آخر.
إن ما تعرض له الطفل ياسين ليس مجرد فعل شاذ من فرد منحرف، بل هو جريمة تدين المجتمع بأسره. فالصمت على الظلم مشاركة فيه، والتستر على الجريمة تواطؤ مع المجرم.
إن كل من علم بهذه الفعلة الشنيعة وسكت عنها ، أو حاول إخفاءها، أو سعى إلى حماية الجناة، فهو شريك في الإثم، وعليه وزر هذه الجريمة البشعة.
لقد آن الأوان لأن نقف كجدار صلب في وجه هذه الانحرافات الأخلاقية. فالمدارس يجب أن تكون حصوناً تحمي الطفولة، لا أن تتحول إلى أوكار للانحراف. والمعلمون والمربون عليهم واجب مقدس في حماية الأطفال ورعايتهم، لا في إيذائهم أو التستر على من يؤذيهم.
إننا أمام اختبار حقيقي لإنسانيتنا. فإما أن نقف كتلة واحدة ضد هذه الجرائم، أو نكون قد خذلنا أطفالنا وأضعنا مستقبلنا.
العدالة يجب أن تأخذ مجراها، والمجرمون يجب أن يلقوا العقاب الذي يستحقونه، ليس انتقاماً، بل حفاظاً على قيم المجتمع وأخلاقه.
ما حدث جريمة لا تغتفر ولا يرضي عنها اليهود ولا النصارى
في زاوية مظلمة من عالمنا المزيف ، حيث تُباع المبادئ وتُشترى الضمائر، وقف طفل بريء وحيدًا أمام وحش بشري تجرد من كل معاني الإنسانية.
ياسين، ذلك الكائن النقي الذي لم يعرف من الدنيا سوى دفء حضن أمه وأمان أبيه، وجد نفسه فريسة لوحشية لا يمكن لعقل سوي استيعابها. إنها ليست جريمة فردية، بل مؤامرة دنيئة شارك فيها كل من سكت أو تواطأ.
لقد تحولت مدرسة الكرمة -ذلك المكان المقدس الذي يفترض أن يكون واحة للأمان- إلى ساحة لتنفيذ أبشع الجرائم.
المحاسب المنحرف .
عاملة النظافة التي خانتها إنسانيها.
المديرة المتجبرة التي وضعت سمعة المدرسة فوق دماء طفل بريء .
كلهم متهمون في محكمة الضمير الإنساني.
كلهم مذنبون .
كلهم فاسدون .
الوقائع المنشورة تشير إلى أمور خطيرة جدا :
1. تكرار الجريمة: فقد أثبت الطب الشرعي تعرض الطفل ياسين للاعتداء عدة مرات .
2. التواطؤ المنظم: شبكة متكاملة من الإدارة والعاملين لتسهيل الجريمة .
3. التستر المتعمد: ادعاء عطل الكاميرات لتدمير الأدلة .
4. الابتزاز المعنوي: محاولة تشويه سمعة الأسرة والنيل من شرف الأم
ما يثير الاشمئزاز هو موقف الإدارة الذي تجاوز كل حدود الوحشية في الإجراءات المتمثلة في الآتي :
١. اتهام الضحية : فبدلاً من الاعتذار للطفل وأسرته ومعاقبة الجاني ، توجه الإدارة التهم للأم البريئة .
٢. الاستهانة بالعدالة : محاولة إسقاط القضية بالواسطة والمال .
٣. الاستعلاء الإجرامي : وصف المديرة للمطالبين بالعدالة بـ"الكلاب" علي صفحتها
إن هذا الموقف لا يعكس فقط انحدارًا أخلاقيًا، بل يكشف عن عقلية إجرامية منظمة تعتقد أنها فوق القانون وفوق القيم الإنسانية.
هذه ليست جريمة عابرة، بل هي حلقة في سلسلة مروعة تتمثل في :
1. الشبكة الإجرامية : تواطؤ واضح بين المحاسب، عاملة النظافة، الإدارة .
2. الطقوس الشيطانية: تكرار الجريمة يشير إلى وجود مخطط منظم .
3. الخلفية الأيديولوجية : محاولة إثارة الفتنة الطائفية كغطاء للجريمة .
هذه الجريمة تضعنا جميعًا في قفص الاتهام:
المسيحيون المنصفون : عليهم الوقوف بحزم ضد هذه الجريمة النكراء ، والمطالبة بأقسي العقوبة للمشاركين في الجريمة والذين يحاولون تبرئة ساحاتهم الملوثة بإشعال فتنة طائفية .
المسلمون الغيورون : مسؤوليتهم مضاعفة في نصرة المظلوم .
المثقفون : يجب أن يكونوا صوتًا للضحايا الصامتين .
الإعلام : عليه كشف الحقائق دون مجاملة .
وأخيرا أعتقد أن جميع الفرق السابقة تتفق علي عدة مطالب مشروعة تتمثل في :
1. عقوبات رادعة منها :
- السجن المشدد للمجرم الرئيسي
- محاكمة كل المتواطئين
- إغلاق المدرسة فورًا
2. تعويض معنوي :
- اعتذار رسمي للأسرة
- متابعة نفسية مجانية للطفل
- تعويض مادي كبير
3. إجراءات وقائية :
- فحص نفسي لجميع العاملين مع الأطفال .
- تركيب كاميرات مراقبة في كل زوايا المدارس
- إنشاء خط ساخن للإبلاغ عن أي شكاوى
والله بكيت كثيرا حين عرفت بهذه المشاهد .
ها هو ياسين يصبح رمزًا لكل طفل تعرض للظلم، وصوته البريء يدوي في ضمائرنا.
إنها ليست قضية فردية، بل معركة بين الخير والشر، بين النور والظلام. لن نسمح بأن تمر هذه الجريمة دون عقاب، ولن نترك ياسين وحيدًا في مواجهة جبروت الطغاة.
"إن الظلم ظلمات يوم القيامة"، وهؤلاء المجرمون سيجدون أنفسهم يومًا أمام محكمة أعدل من محاكم الدنيا.
أما اليوم، فمسؤوليتنا جميعًا أن نكون صوت العدالة الذي ينتظره ياسين وآلاف الأطفال الذين قد يتعرضون لمصير مماثل إذا سكتنا.
ولابد أن نختتم هذه الصرخة بما بدأنا به :
لنكن جميعاً -مسلمين ومسيحيين- كما كنا وسنبقي بإذن الله تعالي يداً واحدة في مواجهة هذه الشرور.
لنكن جميعاً -مسلمين ومسيحيين- كما كنا وسنبقي بإذن الله تعالي يداً واحدة في مواجهة هذه الشرور.
الطفل ياسين هو ابننا جميعاً، وجرحه جرح لكل ضمير حي.
إنها معركة الإنسان ضد الوحشية، والخير ضد الشر، والحضارة ضد الهمجية. ولن ينتصر فيها إلا صوت الحق والعدل، متجاوزاً كل الفروق والخلافات.
لنكن جميعاً -مسلمين ومسيحيين كما كنا وسنبقي بإذن الله تعالي - يداً واحدة في مواجهة هذه الشرور.