دكتور رضا محمد طه يكتب : مواد كيميائية خطيرة ومنتشرة في حياتنا


تتواجد في كل مكان وهي خطر على صحة الإنسان تلك هي المواد الكيميائية الدائمة اي البيروفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل والمعروفة اختصاراً ب"بيفاس PFAS" موجودة في مكان لأنها تستخدم لمنع التصاق الطعام بالاواني والمقالي وتجعل المعدات الخارجية التي يستخدمها الناس مقاومة للماء، كما تحمي أثاث المنازل والمنسوجات من البقع إضافة إلى استخدامات اخرى، وتوجد هذه المواد في حاويات الطعام الجاهز وملابس الواقية من الماء والسجاد والطلاء وحتي خيط تنظيف الأسنان ومستحضرات التجميل وايضا في رغوة إطفاء الحرائق.
أطلق العلماء علي بيفاس إسم المواد الكيميائية الدائمة نظرا لطول عمرها حيث تتكون من سلاسل من ذرات الكربون والفلور مرتبطة ببعضها البعض وتلك الروابط معروفة بأنها من اقوى الروابط الكيميائية بين الذرات وهي ما يجعلها متينة وغير قابلة للتحلل ، ومن ثم وبمجرد إنتاجها تبقي موجودة في البيئة ويمكن أن تمثل معاناة للمجتمع إذا ما تم التخلص منها في مجري مياه للشرب أو المياه الجوفية بسبب تراكمها والأضرار الناجمة عنها.
يحمل جميع سكان الولايات المتحدة الأمريكية البيفاس PFAS في دمائهم حيث انتشر استخدامها على نطاق واسع لدرجة أنها وحسب تقارير بحثية قد ظهرت حتى في الدببة القطبية وفي وسط المحيط المفتوح، ولها صور متعددة تصل إلى 14 ألف شكل، ورغم ارتباط العديد منها بمشاكل صحية مثل السرطان وانخفاض الوزن عند الولادة وتلف الكبد إلا أن الغالبية العظمى منها لم تختبر بعد ، حتى أن تصنيع بعض منها قد توقف في امريكا لكنها لا تزال موجودة في السلع القديمة أو المستوردة ولا نزال مواد كيميائية بديلة أحدث تحل تحل محلها ولذلك استخدم الباحثون علم الوراثة للتنبؤ بشكل أفضل بالتداعيات الصحية الناجمة عن التعرض لتلك المواد الكيميائية الدائمة حيث تم تحديد المتغيرات الجينية التي تحدث للبشر جراء ذلك من خلال استخدام الديدان الرشيقة C. elegans، ومن ثم يمكن تحديد الأشخاص الأكثر حساسية لبعض الملوثات البيئية من غيرهم بسبب تركيبهم الجيني لانه معروف أن البشر متنوعون وراثياً ، والخطوة التالية هي تحديد الجينات المسؤولة عن الاختلافات التي وجدوها بما سوف يساعد ذلك على تحديد الأفراد أو الفئات السكانية الاكثر عرضة لمخاطر بيفاس.