هند منصور تكتب : الوحشية ليس لها ملة


بعيداً عن تصديق او تكذيب.. ما تداول على مواقع التواصل الإجتماعي عن قصة الطفل (ياسين) ..
فأنا لست لى أن أجزم من ظالم ومن مظلوم، فهذا دور القضاء ..
حماية حقوق الفرد، والمجتمع، وتطبيق القانون، الذى يحكم الجميع .. وضمان العدل وتحقيق العدالة وإعطاء كل ذى حق حقه ..
بل ما اريد التكلم عنه ..ما لفت انتباهى، من خلال عدد ليس بقليل من البوستات التى تحمل الكثير من الإدانة الموجهه للأديان، وليست للمذنبون وكأنهم يريدون، تصنيف الإنسانية بحسب الملة، متناسيون ما تم من اعتداءات لا حصر لها ..
على أطفال وفتيات ونساء كثيرات، بغض النظر عن ديانة المذنب او النظر لجنسيته..
ـ وما اتعجب منه !!
كيف ننسب الإعتداء على الأخر، وايذاءه، بشكل أو بآخر إلى الدين،، و مصرين على تجاهل الإنحطاط الأخلاقى، وقتل المبادئ، وموت الرحمة.. فهم أساس الإنسانية..
فإنعدام الإنسانية لا علاقة له بالدين، سواء مسلم كان أو مسيحى أو حتى بوذي او ديانة أخرى من الديانات الكثيره
نعم .. الوحشية ليست لها ملة بل هى إنعدام الإنسانية .. التى تظهر فى صور كثيرة مثل.. إستخدام العنف ضد الآخر سواء على المستوى الجسدى أو النفسى ..
استغلال الآخرين لتحقيق أهداف، شخصية ومادية، من صور إنعدام الإنسانية أيضا.. التمييز ضد الآخرين بناءً على الجنس أو الدين أو لون بشرته ...
فإيذاء الآخرين يرتبط أكثر بقتل الإنسانية، والإنعدام الأخلاقى وغياب المبادئ، والقيم الأساسية، لبناء حياة كريمة يغمرها الأمن والأمان ، وإحترام حق الإنسان فى حياة آمنة .. واحترام حدوده، النفسية والجسدية ..
فما يجب علينا التصدى له هو غياب الحدود، وإحترام حق الآخر فى حياة آمنة.. أى إن كان عمره أو جنسه أو لونه ..
طفل كان أو شيخ..فتاه أو شاب .. أنثى أو ذكر ..لماذا لا نحترم بعضنا البعض، ونقبل اختلاف الأخر؟! .. لماذا لم ندعوا إلى الإنسانية والأخلاق الحميدة ، والتمسك بالفضيلة والحق، بدلا من الفتنة والحقد والضغينة ضد ابناء الوطن الواحد ..
لماذا يحمل البعض لأخيه الحقد والضغينة والكره، لمجرد انه لم يماثله فى معتقداته، أو آراءه وحتى طريقة تفكيره .. إلى متى تُنزع الحريات، ونفتقر إلى الإعتدال فى الفكر ؟!
لماذا لا تصبح الأحكام عادلة بحسب القوانين بدون تدخل الدوافع الشخصية ؟!
لن انفى بشاعة هذه الجرائم وقسوة المشاعر الناتجة عنها، لن اقلل من حجم الايذاء والألم النفسى والجسدى المرير، بعد كل أذى ..فانا بالفعل ينتابنى غضب شديد جداً، عند سماع مثل هذه الأحداث، وكثيرا ما أصدر بداخلى، أحكام قاسية على المذنب ولو تُرك لى الحكم.. لكان الإعدام شنقا لكل من تعدى على الإنسان والإنسانية ..
ليكن عبرة لمن يعتبر ، حتى نتخلص من بشاعة مثل هذه الجرائم، القذرة القاتلة للإنسانية..
ولكن ما أريد إلقاء الضوء عليه هوالحكم الصحيح، وتحكيم العقل أكثر من المشاعر ، لكى لا نفقد التوازن المجتمعى،، فنحن أبناء وطن واحد وما يُسري علينا جميعاً، وله تأثير على الفرد والجماعة سواسية، فنحن جميعاً قلب واحد، ضد الشر والإنعدام الأخلاقى، وغياب المبادئ والقيم، وتحقيق العدالة والحفاظ على الأمن والأمان لحياة كريمة للجميع معأ.